لا شك أن كلمتي الحوار والمتمدن عند اجتماعهما يوحيان للقاريء أنه على موعد مع قراءة مفيدة نافعة وعرض محايد للمعلومات الموثقة .. ولكننا للأسف ومع أول رؤيتنا لهذا الحوار المتمدن من المفترض : لم نجده إلا أقلاما مسمومة مدفوعة الأجر من الليبراليين والنصارى والروافض والملاحدة ! وأن منبرهم المزعوم لم يكن إلا منبرا لنشر الأغاليط والأكاذيب البالغة السفاهة للطعن في الإسلام والإسلام فقط ! وعلى هذا فقد حان الوقت لأن نقول لهم ادفعوا بحماركم هذا عنا وعن كل عاقل ! فقد جاء وقت كشف بضاعتكم المزجاة لكل مفتون بكم !
إظهار الرسائل ذات التسميات نقد عقائد الإسلام. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات نقد عقائد الإسلام. إظهار كافة الرسائل
السبت، 2 أغسطس 2014
الخميس، 19 سبتمبر 2013
الرد على محاضرة العالم ستيفن هوكينج عن إنكار وجود الإله ..
(والتي نقلها عنه وترجمها الملحد عادل أحمد)
والموضوع مُرشح للنشر في العدد الأول للمجلة الدعوية الواعدة بإذن الله : مجلة كشف الأقنعة ..
مع بعض التعديلات والاختصار .. وهذا رابط المجلة على الفيسبوك : https://www.facebook.com/kashfmag
وعلى بركة الله نبدأ ...
------
بسم الله الرحمن الرحيم ...
بداية أقول وقبل الرد على المقال المُترجم :
لعله من المُستحسن وضع النقاط الأساسية لخلخلة أفكار المقال : والتفاصيل تأتي تباعا إن شاء الله ..
1...
فبعدما استقر الآن في وعي المجتمع العلمي الفلكي والفيزيائي : تهافت فكرة قيادة الصدفة والعشوائية لتكوين الكون الغاية في النظام : وذلك بعد الظهور الطاغي لحقائق الضبط المتناهي لقوانين الكون .. أو ما عرفته الأوساط العلمية بالكون المُعد بعناية Fine-tuning of universe والمتمثل في القيمة البالغة الدقة للثابت الكوني Cosmological constant أقول :
بعد نفض العقلاء أيديهم من خرافات الصدفة والعشوائية في خلق الكون وتكوينه : ظهرت لدينا طغمة جديدة منهم : تمسكت بالعكس تماما ألا وهو : ادعاء أصالة القوانين نفسها والموجودة في الكون الآن !!!.. وأنها كانت لديها القدرة للظهور من ((العدم)) بلعبة ضخ طاقة موجبة وطاقة سالبة في نفس الوقت ! - لأن ذلك في ظنهم لا يتنافى مع معنى العدم وهو ما سنفنده ! - !!!.. فصارت القوانين القائمة بذاتها هي إلههم الجديد !
وما يهمني الآن هو توضيح شيء هام جدا يجب على كل عاقل الانتباه إليه وهو أن كلا من الصدفة والعشوائية : أو القوانين والنظام :
هما ((طريقتان لظهور التصرفات والسلوك والأفعال)) !!!.. وليستا (فاعلين) على الحقيقة !!!.. وهي نقطة جوهرية إذا واجهنا بها أي ملحد فضحنا منهجه بإذن الله !!!..
مثال :
عندما آتي بمجموعة كبيرة من طلبة المدرسة وأطلب منهم الانتشار في الملعب بغير توجيه : فهذا المنظر والسلوك العشوائي لهم : لا يمكن وصفه بأنه فاعل !!.. وإنما طريقة للفعل !
وفي المقابل أيضا :
إذا قمت برسم خطوط معينة ودوائر في أرض الملعب : ثم طلبت منهم الانتشار والاصطفاف عليها : فالنظام الذي حصلت عليه هنا وقانون الاصطفاف الذي وضعته لهم : لا يمكن وصفه هو أيضا بأنه فاعل !!.. وإنما طريقة للفعل !
وكلا الأمرين احتاج في النهاية لفاعل هو الذي يختار لفعله : إما سلوك العشوائية : وإما سلوك النظام أو القوانين !!..
ولا يمكن أبدا لدى عاقل من العقلاء وصف الفعل بأنه الفاعل !!!!.. فيصف الصدفة والعشوائية - التي ليس لها وجود مادي في الحقيقة - بأنها فاعل ! أو يصف النظام والقوانين - والتي ليس لها وجود مادي أيضا - أنها فاعل !!..
2...
بل وإذا تماشينا مع هذا التصور الطفولي لخلق الكون وتطوره حسب قوانين صارمة : ثوابتها لا تتغير : لكان على كل عاقل أن يسأل هؤلاء القوم سؤالا غاية في الأهمية ألا وهو :
من أين ظهر الوعي الفردي وحرية الاختيار والإرادة المستقلة والعقل لدى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان ؟!!!..
من أين ظهر ذلك إذا كان الكون وليد نظم وقوانين وثوابت صارمة لا تتغير ولا تتبدل في سلوكياتها ونتائجها وخصائصها ؟!!!..
سؤال في مقتل !!!..
3...
بل وحتى محاولة ستيفن هوكينج لنفي الحاجة لإله تحت حجة معرفة البشر للقوانين التي يسير بها الكون : فهي محاولة فاشلة وصبيانية لأقصى حد !!.. لأننا - وبكل بساطة - سنسأل بدورنا : ومَن الذي قنن القوانين وحدد قيمها وثوابتها واختارها ؟!!..
واعتراضنا عليه بمعنى آخر هو :
وهل تنفي معرفتنا لتفاصيل وقوع أي فعل : لزوم حاجة هذا الفعل إلى فاعل (سواء عشوائية أو نظام) وكما شرحنا ؟!!..
هل إذا وجد أحدنا غسالة أو ثلاجة وقام بالبحث فيها وتفحصها إلى أن فهم كيفية عملها : فهل يعني ذلك أن يقول بابتسامة عريضة : أن الغسالة أو الثلاجة لا تحتاج لصانع لأنها لديها نظامها الخاص الذي تسير عليه ؟!!..
هل هذا كلام عقلاء ؟!!!.. والحق أقول لكم :
إن الإلحاد أول ما يضرب : يضرب العقل ويتنصل من البديهيات والمنطق لترويج كفره بالخالق عز وجل !!!..
ففي الوقت الذي نرى كلا من الإيمان والإلحاد لا بد لهما من إيمان بغيب - أي الإيمان بوجود أشياء لم يعاينوها بحواسهم ولم يحضرها أحد - : نجد فارقا جوهريا بينهما وهو أن إيمان المؤمنين بالغيب : يقوم على ممكنات عقلية .. في حين إيمان الملاحدة بالغيب : يقوم على مستحيلات عقلية بل وفيزيائية أيضا كما سنرى !!.. وكله هدم وتنصل من أبسط قواعد العقل والمنطق والتي إذا وافقناه عليها : فلا ثقة بعد ذلك في عقولنا أنفسها التي نحكم بها على الأشياء بناء على المنطق والبديهيات !!..
أم أنهم يستخدمون المنطق والبديهيات في كل شيء في حياتهم : فإذا جاء الحديث عن الله تعالى خالقهم : تنصلوا منها ؟!!..
عجيب !!!..
4...
ومن كمالة هذه المستحيلات العقلية والفيزيائية : ادعاء خروج شيء من العدم المحض !!!.. فاضطرهم ذلك لوصف العدم بأوصاف مادية : وأنه كان يحمل في طياته أشياء (طاقة موجبة / سالبة) !!.. وهو ما يتنافى مع المعنى الحقيقي للعدم الذي هو عكس الوجود وأنه لا شيء !! ولا فيه شيء البتة !!.. ولا موجب ولا سالب !!.. والصواب : أنه لو تم تخيير العاقل بين : الإيمان بأن الوجود هو الأزلي أو هو الأصل (وكما يؤمن المؤمنون بأن وجود الإله هو الأصل ولم يكن أبدا هناك عدم محض) :
وبين الإيمان بأن العدم هو الأزلي أو هو الأصل : ثم خرج منه بعد ذلك أي شيء (إله أو مادة أو قوانين أو أيا ما كان) :
لما تردد العاقل في اختيار الأولى لو كان بالفعل يحترم عقله الذي هو مناط الحكم على الأشياء ببداهة ومنطق !!..
لأنه على الرغم من أن كلا الاختيارين لم يشاهدهما أحد - فهما من الغيب - : إلا أن الاختيار الأول للمؤمنين : تضافره كل الدلائل والممكنات العقلية .. وهو الحل البديهي الوحيد أمام معضلة تسلسل الخالقين أو المُحدثين أو المُسببين إلى مالا نهاية !!!.. وأما الاختيار الآخر للملاحدة : فتحفه كله المستحيلات العقلية والفيزيائية !!!..
وشتان بين الثرى والثريا !!!.. وبين مَن يدعي خروج شيء من العدم (وبذلك خالف مفهوم العدم نفسه) : وبين مَن يُسلم لرب العالمين سبحانه الأول بلا بداية !!..
وهناك بعض الأخطاء الأخرى والتي سأشير إليها كذلك في موضعها ...
وسوف يسير الرد بنظام الاقتباس لكل فقرة من المقال وتلوينها : ثم الرد عليها ..
والله تعالى من وراء القصد ...
---------
في العصور القديمة كانت كل الظواهر تفسر على أساس كائنات خارقة، كالبرق والعواصف، وكان لهم إله لكل ظاهرة،
فكانت ظاهرة الشمس تفسر على أساس أن هناك إله اسمه "اسكول" وهو في صورة ذئب، وهو يقوم بابتلاع الشمس في حالة الكسوف، وكانوا يقومون بإقامة الطقوس حتى تعود الشمس، وما لم يكونوا يعلمونه هو أن الشمس كانت ستعود في جميع الأحوال حتى وإن لم يقيموا هذه الطقوس،
أقول : ما أبعد هذا الكلام عن الإسلام الذي جاء ليهدم الخرافات والأساطير : ويدعو الناس للتأمل والتدبر في الكون وفي كل ما حولهم : ليعلموا كمال خلق الله تعالى الذي :
" خلق كل شيء : فقدره تقديرا " الفرقان 2 ..!
ومن المعلوم أن العالم ستيفن هوكينج هو من أجهل الناس بالإسلام - أو يتعمد ذلك - ومثله في هذا مثل داوكينز !
يقول عز وجل حاثا على النظر في الكون وآياته الدالة على الخالق :
" إن في خلق السماوات والأرض : واختلاف الليل والنهار : لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم : ويتفكرون في خلق السماوات والأرض : ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك : فقنا عذاب النار " آل عمران 190 - 191 ..
ولذلك نرى الكثير من الآيات في القرآن : والتي يستعرض الله تعالى فيها بالفعل : الأسباب المادية والتصريفات الكونية للكثير من الظواهر : ويلفت نظر الناس إليها !!!.. لأنهم بوقوفهم على دقة التصريف والقوانين : سيعلمون ((حتما)) أنها وراءها خالق قادر عليم : وبعكس الملاحدة !
لذلك :
فبرغم ذكر الله تعالى صراحة في أكثر من موضع في القرآن أنه هو (الفاعل) الأوحد في الكون لما يريد : ومثل قوله تعالى مثلا في نزول الغيث :
" وهو الذي يُنزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " الشورى 78 ..
ومثل قوله أيضا :
" إن الله عنده علم الساعة ويُنزل الغيث " لقمان 34 ..
إلا أنه قد وضح في مواضع أخرى : تفاصيل الأسباب المادية التي وضعها سبحانه وتعالى لذلك ! فقال مثلا :
" وهو الذي يُرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " الأعراف 57 ..
وقال أيضا :
" ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار " النور 43 ...
وهذه الآية وحدها فيها من السبق العلمي القرآني ما فيها لو بحثنا !!.. وقال كذلك :
" الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون " الروم 48 ..
وقال أخيرا وليس آخرا :
" والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " فاطر 9 ..
وعلى هذا نقيس العديد من الآيات القرآنية التي تناولت أشهر الظواهر الكونية بعين التفصيل المادي : داعية البشر للنظر والتدبر فيهم : بعيدا عن تأثير الخرافات والأساطير التي كانت تسود المجتمعات الوثنية والجاهلة والمُحرفة لرسالات الله عبر القرون !!!..
وحتى برغم توغل الكثير من الخرافات والأساطير الوثنية والإسرائيلية في كتب السيرة والتفاسير وبعض كتب الحديث : إلا أن علم الحديث كان لها بالمرصاد : إذ لن نجد حديثا يُمثل خرافة من الخرافات : إلا وفي سنده مطعن وإشكال وخلاف بين العلماء !!.. ولن نجد سنده إلا مقطوعا أو موقوفا أو مرفوعا وفيه ضعفاء أو متروكين ومدلسين ...!
ولعل من أنسب الأمثلة هنا هو رواية سوق الرعد للسحاب بمخاريق من البرق - وما شابهها من روايات أخرى - !!.. وهي الرواية التي جاءت في بعض كتب الحديث والتفاسير بأسانيد مختلفة ليس فيها سند صحيح للنبي !!.. وإنما كلها موقوفة أو مرفوعة ضعيفة !!.. ويُنظر في بيان ذلك لبحث مُفصل للدكتور خالد بن محمود الحايك بعنوان : بحثٌ في الحديث المرفوع ((الرعد مَلك)) .. والتي خلص منها إلى أن تلك الرواية أصلها كعب الأحبار الذي كان يهوديا وأسلم في عصر الصحابة والتابعين ..
أيضا من المناسب هنا أيضا - وفي مقابل هذه الرواية الضعيفة - : ذكر روايات أخرى صحيحة - بل في أصح كتب الحديث وبأصح الأسانيد في البخاري ومسلم - : تترجم لنا حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الابتعاد بالمؤمنين عن الخرافات التي كانت سائدة في عصره !!.. حيث جاء في الحديث الصحيح وقوع كسوف للشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي .. فربط الناس بين موته وبين الكسوف كعادة الناس في هذا الزمان وما قبله !!.. فقال لهم النبي قولته الشهيرة الواضحة :
" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله : لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته !.. فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي " ..
فقد اتضح أن هذا الكون غير خارق للطبيعة، ولكن يحتاج إلى الشجاعة لكي تواجه حقيقته. في حوالي عام 300 قبل الميلاد، كان هناك فيلسوف يدعى أرستقراط،
الاسم بهذه الطريقة غريب عليّ .. ولعل الجهل مني أو من المترجم والله أعلم ..! ولو كان تم وضع رابط المقال الأصلي لكان أفضل !
(ملحوظة : الأرستقراطية : هي طبقة النبلاء وعِلية القوم كما ذكرهم أرسطو في فلسفاته السياسية القديمة)
انبهر بكسوف الشمس وخسوف القمر أيضاً، وبعد دراسات قام بها تبين له أن الكسوف ليس إلا ظل القمر واقعاً على الأرض
سليم ...
كما قاده هذا الاكتشاف إلى أن الأرض ليست مركز الكون، حيث أن في بعض الأحيان يقع ظل الأرض على القمر وفي أحيان أخرى يقع ظل القمر على الأرض، كما خلص إلى أن النجوم ليست ملقاة على أرض الجنة كما ظن معاصروه،
ولكنها شموس أخرى مثل شمسنا، ولكنها بعيدة جداً، وبذلك عرف أن الكون عبارة عن ماكينة، تتكم فيها قوانين معينة، وفي بعض العصور كانت عصية على الاكتشاف بالعقل البشري.
إن اكتشاف هذه القوانين هو أكبر إنجاز للكائن البشري، وإن قوانين الطبيعة هذه يمكنها أن تخبرنا أننا لسنا في حاجة إلى إله أبداً لكي يفسر لنا هذا الكون، فهو محكوم داخلياً من قبل قوانين الطبيعة،
أقول : حتى الماكينة إذا رأيناها كعقلاء : فلن تمنعنا أبدا من سؤال الملحد عن : مَن الذي صنعها وحدد آليتها وقوانين عملها ؟!!..
فالعاقل لا يرى ماكينة تعمل أبدا : ثم يدعي أنها بغير صانع قادر على ضبطها ووضع آلية تسييرها وتركيب أجزائها بدقة وعناية !!!!..
فأجزاء السيارة مثلا إذا رميتها بعشوائية في فراغ الجراج : فلن تعطيني سيارة أبدا ولو بعد مليارات مليارات عمر الكون !!.. وذلك لأنها تحتاج لفاعل يقوم بتركيبها معا وفق تصميم معين ! تحتاج فاعلا : لديه ((القدرة)) على حمل كل جزء ووضعه في مكان معلوم له سابقا وفق تصميم وغاية معينة !!.. وهذا لا يتوافر أبدا في العشوائية : بجانب أن العشوائية ليس لها كيان مادي أصلا ليبذل ((قدرة)) لحمل وتركيب الأشياء في بعضها البعض وتسييرها !!!..
وهذا ما يعني وكما كررناها أكثر من مرة إلى الآن : أنه حتى العشوائية تحتاج إلى فاعل يختارها ويقوم بها !!!.. وفي المقابل أيضا :
فيمكنني تركيب أجزاء هذه السيارة - ومن أول مرة - : وفق تصميم أعلمه مسبقا وأريده وله غاية (وهو السيارة والسير بها) : فتتحقق !!..
وهو أيضا يحتاج لفاعل !!!..
ولعل أقوى سؤال قصم ظهر الملاحدة أمام الدقة الهائلة في قوانين الكون وحصرها في هذه القيم المدهشة هو :
لماذا هذه القوانين والقيم بالذات : وليست غيرها ؟!!!.. لماذا هذه القيم الغاية في الدقة والضبط للثوابت الفيزيائية الكونية ؟!!..
وذلك بعد أن رأى العلماء تجاوز دقة الثابت الكوني Cosmological constant لعشرة أس 122 (أي واحد وأمامه 123 صفرا) !!!!..
وهو ما يتجاوز القيمة الرياضية للمستحيل الرياضي النظري نفسه بأضعاف !!!!..
وهي القيمة التي يقول عنها اللاديني الفيزيائي الشهير ليونارد سوسكايند في كتابه مخطط الكون The Cosmic Landscape :
((الثابت الكوني 10 أس 122 يستحيل أن ينشأ بداهة عن صدفة)) !!!..
والتي يقول عنها الملحد الفيزيائي الأشهر صاحب مقالنا الذي نرد عليه الآن ستيفن هاوكنج في كتابه موجز تاريخ الزمن ص125 :
((الحقيقة الواضحة بخصوص الثوابت الكونية : تؤكد على أنها صُممت بعناية تتيح الحياة وبمنتهى الضبط المدهش)) !!!..
ولذلك : فيتجه اللادينيون والملاحدة الآن لـ (إله ثغرات) جديد خاص بهم : ويتجهون لـ (غيب) لا يستطيع أحد محاسبتهم عليه ألا وهو :
فرضية الأكوان المتعددة multiverse !!!!.. حيث ينقلون خرافة الصدفة والعشوائية وعدم الخلق والقوانين : من داخل كوننا الذي خذلهم : إلى فرضية أكبر لن يستطيع أحد التأكد منها كما اعترف سوسكايند نفسه !!!.. ألا وهي وجود أكوان عشوائية بعدد احتمالات نشوء أكوان عشوائية في الوجود إلى أن نصل إلى كوننا هذا !!!!.. وهي الفرضية التي فاقت غرابة احتماليتها غرابة احتمالات دقة الثابت الكوني نفسه !!..
وحتى وصل بها ستيفن هوكينج إلى قيمة 10 أس 500 كون !!.. وكما في كتابه الأخير - التصميم العظيم - !
وكل ذلك فقط : للهروب من الاعتراف بإله حكيم خالق ؟! وسبحان الله العظيم !!!..
يتجلى لنا ذلك في قول ريتشارد داوكنز في حواره مع ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي :
((إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المُعد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة)) !
If you discovered a really impressive fine-tuning ... I think you'd really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse.
المصدر :
VOICES OF SCIENCE ..Richard-Dawkins-Steven-Weinberg-Lawrence-Krauss-PZ-Myers-David-Buss
وهناك ملحوظة أخرى : وهي بخصوص نفي أن الأرض قد تكون مركزا للكون (علميا) !!!..
حيث (الجزم) بالنفي هنا : لا دليل (علمي) عليه لمَن لا يعرف !!!..
وسأترك الإشارة لذلك بعد أن نقرأ الاقتباس التالي الذي ذكر فيه هوكينج من الشواهد : ما ظن أنها تعزز هذه الفكرة الإلحادية لتهميش البشر وكوكب الأرض في الكون : وللتأكيد على لاغائية وجودهما !.. إذ يقول الكاتب - وسأغض الطرف عن نقد كلامه عن عدم الحاجة لإله حيث فندنا ذلك بالفعل - :
ولكي نفهم ذلك سنضرب مثال بلعبة التنس وهناك نوعان من القوانين تحكم اللعبة، الأولى هي التي وضعها اإلنسان، وهي قابلة للتغيير من قبله , أما النوع الآخر من القوانين فهي ثابتة لا تتغير، مثل القوة المؤثرة على الكرة، أو مرونة المضرب، وهذه القوانين بالإضافة إلى أنها ثابتة، فهي أيضاً كونية، فهي لا تطبق على كرة التنس فقط ، ولكن على كل شيء في الكون، فهذه القوانين لا يمكن نهائياً كسرها، وهذا ما يجعلها في غاية القوة، فإن قبلت معي أن قوانين الكون ثابتة، ولا يمكن كسرها، فلن تأخذ وقت طويل حتى تتساءل:
ما هو دور الله إذن؟ وهذا هو التناقض الكبير بين العلم واإليمان، وهذا التناقض ليس حديث، ولكنه أقدم من عصرنا بكثير.
ففي العام 1277م بوب جون السابع عشر شعر أنه مهدد بقوانين الطبيعة، وكان يسميها بالإلحادية، ولكن وجدت منظمة دينية حلاً لهذه المشكلة، فلعدة قرون لاحقة تم تفسير هذه القوانين بأنها من عمل الله ،وبإمكان الله ،أن يكسر هذه القوانين إن أراد، وتم تعزيز هذه الفكرة مع أن كوكبنا الأزرق مازال ساكناً في مركز الكون ، على عكس فكرة أرستقراط التي تم تناسيها من زمن.
ولكن في العام 1609م كان العالم جاليلو جاليلي يدرس كوكب المشترى من تلسكوب صنعه هو بنفسه، وحقق اكتشافاً صاعقاً ، فقد رصد ثالثة أجسام قريبة من الشمس، وفي البدء ظن أنها نجوم خافتة، ولكن بعد مراقبة مستمرة لاحظ أنها تتحرك، كما لاحظ أنها تختفي خلف بعضها وتظهر، فعرف أنها تدور حول الشمس، وليس حول الأرض، وقد دخله هذا الاكتشاف بمشاكل كثيرة مع الكنيسة، وقد نجا بالكاد من الإعدام بإنكاره لهذه الأفكار الإلحادية، وتم احتجازه في منزله إلى آخر تسعة سنوات من حياته.
أولا : الحديث عن ثبات قوانين الكون وحتميتها : ينافي ظهور الوعي الفردي وحرية الاختيار والإرادة المستقلة والعقل لدى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان !
ثانيا : جاليليو جاليلي : لم يكن ملحدا بمعنى إنكار الإله - والتي يُحب الملاحدة دوما لصقها بكل عالم لسحبه إلى صفهم - !!!..
ثالثا : لم يكن يرى أن فرضية ثبات الشمس ودوران الأرض حولها تهدم دينه الكاثوليكي .. بل رأى أنه يمكن التوفيق بينهما ...!
رابعا : هو لم يأت بجديد : وإنما تبنى اختيار كوبرنيكوس لنموذج ثبات الشمس عن نموذج ثبات الأرض لأنه الأسهل في الحساب !
وأما بمناسبة رصد حركة الكواكب واختفاء بعضها خلف بعض أو الشمس : فهذا قديم وعرفت الحضارات القديمة مثله !!.. ولم يجدوا فيه دليلا صارخا على مركزية الشمس بالمناسبة !!!..
وذلك لأننا لو افترضنا دوران الكواكب (والشمس) حول الأرض : فلا مشكلة أبدا في أن نرى بعضها بيننا وبين الشمس أو خلف الشمس !!..
وحتى لا يتهمنا أحد بالجنون في عصر العلم - وأنا لا أريد هنا إلا إظهار القول العلمي الآخر المحايد الذي يتم التعتيم عليه - :
فإليكم الكلام التالي من شخصين معروفين : أحدهما مؤمن بإله .. والآخر ملحد - وهو ستيفن هوكينج نفسه صاحب مقالنا هذا ! -
حيث يقول الفيلسوف الإنجليزي الأمريكي والتر ستيس أنه :
((ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس !!.. غير أن كوبرنيكوس برهن على أنه من ((الأبسط رياضياً)) أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم : فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة : فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ)) !!!..
المصدر : والتر ستيس 1998م كتاب : الدين والعقل الحديث - ترجمة إمام عبد الفتاح إمام - مكتبة مدبولي - القاهرة ..
والآن لننتقل إلى استعراض كلاما قد قاله ستيفن هوكينج نفسه من قبل في كتابه مختصر لتاريخ الزمن Stephen Hawking, 1996, The Illustrated A Brief History Of Time : ولنرى فيه كيف أنه لم ير مُرجحا لعدم القول بمركزية الأرض للكون : إلا سبب واحد فقط : وليس له علاقة بالعلم ولا الرصد بالمناسبة !!!.. أتعلمون ما هو ؟!!.. نعم .. إنها نفس النظرة الدونية لتهميش الإنسان وكوكبه في الكون !!.. وذلك لأننا إذا اعترفنا بمركزية الأرض للكون : فهذا يعني بالتأكيد أننا لنا الشأن الأساس من خلق هذا الكون !!!..
حيث بعدما سرد هوكينج المشاهدات التجريبية التي استنتج العلماء منها أن المجرات في هذا الكون الفسيح تبتعد عنا مُسرعة من جميع النواحي : يُخبرنا هوكينج كيف أن الفيزيائي والرياضي الروسي ألكسندر فريدمان قد وضع فرضيتين بسيطتين حول الكون - وبغرض شرح النسبية العامة لأينشتين - وتنص الفرضيتان على :
1.. أن مظهر الكون يبدو واحداً من أي اتجاه نظرنا إليه ..!
2.. أن هذا الأمر لا يختص بكوكبنا الأرضي فقط .. بل هو صحيح أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون ..!
ثم بعدما استطرد هوكينج في شرح كيف أن الأدلة قد تضافرت على تأييد الفرضية الأولى مما يميل بنا لقبولها علميا : يقول محاولا التشغيب على ما يستلزمه ذلك من القبول العلمي لفكرة مركزية الأرض :
((وللوهلة الأولى : فإن هذه الأدلة والتي تبين أن الكون يبدو متشابها بغض النظر عن الاتجاه الذي ننظر منه : قد توحي بأن هناك شيئاً خاصاً حول مكاننا من هذا الكون !!.. والذي نعنيه بالذات : أننا إذا كنا نشاهد جميع المجرات الأخرى وهي تتجه مبتعدة عنا من جميع الاتجاهات : فلابد إذا أن نكون في مركز هذا الكون)) !!!..
لكنه يستطرد قائلاً أن هناك بديلاً آخرا لهذا الاستنتاج : ألا وهو أن الأمر سيبدو كذلك أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون !!.. ومشيراً بذلك إلى فرضية فريدمان الثانية والتي ذكرناها آنفاً ..! ولكن :
هل هناك من دليل (علمي) أو (تجريبي) الآن على صحة الفرضية الثانية عن الأولى ؟!!.. يجيب هوكنج قائلاً :
((إننا لا نملك دليلاً علميا يؤيد أو يناقض هذه الفرضية !!.. ولكننا نؤمن بها : بدافع التواضع)) !!!..
أي : بدافع عدم القول بمركزية الأرض والإنسان في الكون !!!!.. لأن ذلك يصب حتما في ترجيح خالق للإنسان !!!..
وخلال الثلاثمائة سنة اللاحقة لذلك، كان العلم قد بدأ يفسر جميع أنواع الأشياء، بداية من البرق، ثم الزلزال، فالعواصف، نهاية بما يجعل النجوم تضيء، وكل اكتشاف جديد، يبعد الحاجة إلى وجود إله، وبالنهاية إن كنت تؤمن بأن العلم هو من وراء البرق، فستكون مختلفاً عمن يؤمن بأن هناك ملاك ما يحمل سوطاً ويضرب السحب.
قد أجبنا عن هذه الخدعة المنطقية بالفعل .. وقلنا أن فهم الإنسان لآلية عمل ماكينة معينة - كمثال - : لا يعني إطلاقا - لدى العقلاء - أن يزعم أنها صنعت نفسها بنفسها أو بدون صانع ركبها أو صممها أو برمجها ولو لأول مرة - وأعني بالجملة الأخيرة فرضية الملحد لماكينة قابلة لنسخ نفسها بنفسها ! حيث ستحتاج أيضا إلى مُبرمج أولي لعملية النسخ : ولا مفر من فاعل ! -
بالرغم من تعقيد وتشتت الكون، اتضح أنه لكي تصنع واحداً، تحتاج إلى ثلاثة مكونات فقط، وهي الطاقة والمادة والفراغ،
أقول : والاحتياج : هو دليل على أن الشيء مخلوق وليس خالق ..! مصنوع وليس صانع !!!.. مفتقر لغيره وليس غني في ذاته !!.. مُحدَث وليس أزلي !!!.. وذلك لأنه إذا فقد أحد مكوناته : لم يظهر !!!.. يقول الله عز وجل في قرآنه الحكيم :
" أم خــُلقوا من غير شيء ؟!!.. أم هم الخالقون " ؟!!.. الطور 35 ..
ولكن السؤال هو من أين أتت هذه المكونات الثالثة؟ نحن لم يكن لدينا فكرة، حتى دخول القرن العشرين، حيث لاحظ آينشتاين أن المكونين الهامين في الكون وهما المادة والفراغ، ليسا إلا مكون واحد في الأصل، ومعادلته الشهيرة (الطاقة تعادل الكتلة في مربع سرعة الضوء) تؤكد أن المادة يمكن أن يتم تحويلها إلى طاقة، وبذلك يمكن أن نعتبر أن الكون له مكونين فقط، هما الطاقة والفراغ، والسؤال لا زال مطروحاً، من أين جاء هذان المكونان؟ والإجابة جاءت عبر عقود من جهود العلماء، فالفراغ والطاقة، قد تم انتاجهما عن طريق حدث عشوائي يعرف الآن لنا باسم الانفجار العظيم، ففي لحظة الإنفجار العظيم، كون كامل مليء بالطاقة جاء إلى الوجود، ومعه فرغ، وكل شيء بداخلة بظهر ببساطة من عدم،
أولا : لو سألنا هوكينج : لماذا في تلك اللحظة تحديدا - زمن الانفجار العظيم - جاء الكون من العدم المزعوم : لما استطاع الإجابة ؟!
وذلك لأن تحديد وقت معين - وليس قبله أو بعده - لظهور شيء ما - أيا ما كان - : يحتاج لفاعل مُختار مُريد !!!.. ولن ينفعه هنا تصوير ذلك الفاعل بظاهرة أخرى من التي يخترعها الملاحدة من رؤسهم لما قبل الكون !!.. لأنه سيظل نفس السؤال ملازما لهم : لماذا هذه الظاهرة حدثت في هذا الوقت بالتحديد ؟!!..
ثانيا : كيف يُعطي العدم (الذي هو لا شيء وليس فيه شيء) : طاقة ؟؟!!.. وكيف يُعطي فراغ ؟!!!.. من أين جاء بهما أصلا ؟!..
ثالثا : كيف يحتوي الكون الذي خرج من العدم : عدما آخرا بداخله تخرج منه أشياء أخرى باستمرار كذلك ؟!!!..
والصواب :
أن هوكينج - وغيره ممَن شابهه - يخلطون عن عمد بين مفهوم العدم المحض : وبين مفهوم الفراغ الكمي أو الكوانتي الذي يملأ الكون !
وهو ما سنوضحه بعد قليل إن شاء الله ..
ووللبعض، بدأ الله يعود مرة أخرى إلى الصورة فبالنسبة لهم الله هو من خلق الطاقة والفراغ، وبالنسبة لهم كان الانفجار العظيم هو بداية الخلق، لكن العلم يحكي قصة مختلفة، فإمكاننا استخدام قوانين الطبيعة لفهم أصغر أصول الكون، ولنرى إن كان وجود الله هو الشيء الوحيد الذي سيفسرها. ولنعرف سر نشأة هذا الكون من لا شيء، نجد أن السر يكمن في واحدة من أغرب حقائق الكون، فقوانين الفيزياء تتطلب شيء يدعى بالطاقة السالبة،وحاصل جمع الطاقة والطاقة السالبة يعطي لا شيء بالمرة، ولكي نفهم معنى الطاقة السالبة، يمكن أن نتخيل شخص حصل على حفرة وتل من الرمل من خالل الحفر على مساحة فارغة أصلاً من الأرض، ويمكن أن نعتبر أن الحفرة هي نسخة سالبة من التل، وكل منهما له نفس الحجم للآخر، وهذا نفس ما حدث لحظة الإنفجار العظيم، فعندما بدأ الانفجار العظيم بضخ نسبة عالية من الطاقة الإيجابية، في المقابل أنتج نفس المقدار من الطاقة السلبية،
وبالطبع لم يخبرنا هوكينج عن : من أين جاء العدم بضخ الطاقة الموجبة ابتداء - ضخها من أين ؟! من جيب كون آخر - ؟!!!..
فضلا عن ضخه كذلك لطاقة سالبة !!!.. - يعني لم يكفه فرية ضخه لطاقة موجبة : حتى يفتري ضخه لأخرى سالبة معها !
وبهذا تصبح الطاقة الإيجابية والسلبية تساوي صفر، وهذه الطاقة السلبية المهمة من مكونات الكون، هي عبارة عن الفراغ المحيط بنا، فالفراغ نفسه يمثل مخزن هائل للطاقة السلبية، كافي ليضمن لنا أن كل شيء يساوي صفر، ومن الصعب استيعاب هذا المفهوم لغير المتخصصين في الرياضيات الفيزيائية، فيمكن أن نعتبر الكون بطارية ضخمة تحوي الطاقة السلبية . وإن كان الكون يؤول إلى لا شيء، فحينها لن نحتاج إلى إله ليخلقه،
وهنا أصل المغالطة المنطقية والأضحوكة العقلية الجديدة التي مفادها لمَن لا يعلم :
أننا لو لدينا مُدرس أو مُعلم في مدرسة : ولديه عشرة طلاب وعشر طالبات في الفصل : ثم سأله المدير : هل لديك طلبة (أو) طالبات في الفصل ؟!!.. لرد عليه ذلك المُدرس أو المُعلم - وبحسب منطق هوكينج - قائلا بكل ثقة : لا ليس عندي طلبة (ولا) طالبات في الفصل !!!!!!!!!!!!.. وذلك لأنه في منطقه إذا تساوى الشيء وضده : فهذا يساوي العدم المحض !!!.. إذاً : الفصل ليس فيه شيء !!!!!..
والمثال بصورة معكوسة لكي يكشف لنا أكثر أضحوكة الملاحدة الفيزيائيين في زعمهم تساوي اللاشيء بالشيء وضده : أننا لو أتينا إلى أحد الفصول الفارغة والذي ليس فيه أحد وطلبنا من المُدرس أو المُعلم أن يُخرج لنا منه عشرة طلاب مع عشر طالبات : وبحُجة أننا لم نطلب منه مستحيلا لأن تضاد الطلبة والطالبات يساوي عدم وجودهم : لنظر إلينا بجنون !!!..
وبالطبع منشأ هذه الضلالة عند رياضي مثل هوكينز وأمثاله :
هو أنه قاس الرياضيات (النظرية) والتي فيها (0= + س - س) على الواقع !!!..
فاعتبر أن الصفر : هو العدم أو اللاشيء .. ووفقا لذلك : فلا مانع من القول بأنه يحمل الشيء وضده !!.. وهو مخالف للواقع كما رأينا لأن العدم في معناه في العالم الواقعي : لا يحوي شيئا البتة !!.. لا (+ س) ولا (- س) !!!..
بل ولو صح هذا المنطق النظري الفارغ : لصح لنا حينئذ أن نصف كوننا الذي نعيش فيه الآن بالعدم !! - أي يكون أنا وأنت غير موجودين فعليا الآن بمنطق الإلحاد الفيزيائي ! - : وذلك لأننا نحتوي على طاقة إيجابية وسلبية معا ولله الحمد !!!!..
فهكذا يريد هوكينج وغيره الترويج لمناهجهم الملتوية التي ما تركت مستحيلا عقليا ولا منطقيا إلا وسلكته فقط :
للهروب من حقيقة وجود الله عز وجل الأوضح من الشمس في وسط النهار !!!..
وصدق الله العظيم القائل في كتابه الحكيم :
" ومَن يرغب عن ملة إبراهيم : إلا مَن سفه نفسه " البقرة 130 ...!
ولكن يبقى السؤال الأخير، وهو من الذي أطلق العملية كلها في المقام الأول، ففي تجربتنا الحياتية اليومية نحن نعتاد على فكرة أنه لا يمكن أن نجد شيء من لا شيء، ولكن إذا لو راقبنا حركة الأجسام على المستوى دون الذري، نجد أن الجزيئات تسلك سلوك يعتمد على علم نسميه ميكانيكا الكم، والجسيمات على هذا المستوى تجريبياً تظهر من عدم لفترة وجيزة جداً ثم تختفي إلى لا شيء لتظهر في مكان آخر، ونحن نعلم أن الكون في لحظة الانفجار كان أًصغر حتى من الجزيئات الذرية، فيمكن له ببساطة أن ينشأ من عدم، دون أن يخالف أي قانون من قوانين الطبيعة، فقوانين ميكانيكا الكم تخبرنا أنه يمكن أن ننتج الإلكترون من لاشيء حرفياً، من ناحية أخرى فإن شيء آخر مهم حدث لحظة الانفجار العظيم، فالزمن نفسه قد بدأ، لنفهم هذه الفكرة، علينا أن نلقي الضوء على ظاهرة طبيعية اسمها الثقب الأسود، وهو عبارة عن نجم ضخم تقزم إلى أن أصبحت كثافته عالية جداً حتى أن الضوء نفسه لا يمكن أن يهرب من جاذبيته، وفي ظروف مثل هذه تخبرنا النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين أن الزمن يتوقف، أي أن الفرق بين أي حدثين تكون صفر، وهذا بالضبط ما حدث لحظة الانفجار العظيم، فلا يمكن أن تأتي بوقت قبل الانفجار العظيم، لأن الوقت نفسه بدأ لحظة الانفجار،وأخيراً وجدنا شيئاً لا يحتاج إلى مسبب، لأنه لم يكن هناك زمن ليحدث فيه هذا السبب، وبالنسبة لي هذا ينفي تماماً احتمالية وجود صانع للكون، لأنه لم يكن هناك وقت للخالق لكي يخلق.
هنا أتينا أخيرا إلى بيت القصيد .. وهو مسك الختام الذي يستحق التعليق على نهاية مقال هوكينج !
فبغض النظر عن تناقضات هذه الفقرة من كلام هوكينج عن خضوع ما حدث في لحظة الانفجار العظيم للقوانين : رغم أنه يعلم أن كل ثوابت القوانين الفيزيائية لم تكن قد ظهرت ولا اعتبار للقياس بها ولا عليها قبل زمن بلانك !!!!..
وبغض النظر أيضا عن مهاترات الحديث عن الثقوب السوداء - وخصوصا وهوكينج كاتب المقال نفسه هو أشهر خاسر لرهان علمي في تاريخ العلم الحديث أمام العالم بريسكل !!!.. - حيث كان يعتقد هوكينج في 1975م أنها تبتلع كل شيء بلا عودة : وتحدى على ذلك العالم بريسكل منذ عام 1997م : وإلى أن أعلن رسميا في 2004م بنفسه عن خسرانه للرهان !!.. واعترافه بأن تلك الثقوب السوداء تنضح ببعض المواد من المناطق الغير منتظمة على سطحها !!.. وقال هوكينج كلماته الشهيرة :
((أن نظريته التي أعاد صياغتها : تستبعد اعتقاده السابق بأن الناس يمكنهم أن يستغلوا تلك الدوامات السوداء يوما ما في السفر إلي الأكوان الأخري !!..
آسف لأنني خيبت ظن هواة الخيال العلمي !!.. لكنك إذا ألقيت بنفسك إلي إحدي الدوامات السوداء : سترتد طاقة كتلة جسمك إلي كوننا مرة أخري ولكن بشكل مشوه)) !
أقول :
بعيدا عن مهاترات الحديث عن الثقوب السوداء التي تملأ عالم الفيزياء غموضا : فسوف أهتم هنا فقط بإظهار تدليس وخداع هوكينج بخلطه مفهوم العدم المحض بالفراف الكوانتي أو الكمي !!!.. والذي يمكن أن تظهر فيه جزيئات فجأة .. حيث سيكون الرد في نقطتين بسيطتين كالتالي :
أولا :
من المعلوم اليوم أنه لا يخلو مكان في الكون من الطاقة .. ومن المعلوم أيضا أن بعض الجزيئات تختفي عن الرصد - وخصوصا مع الطبيعة المزدوجة لها بين الموجة والجسيم - : ثم تظهر عندما تحمل أو تكتسب طاقة (من الفراغ الكوانتي أو الكمي والذي لا يساوي أبدا مفهوم العدم) : ثم تختفي عن الرصد بفقد تلك الطاقة مرة أخرى !... فماذا في هذا ؟؟.. وهل يقول عاقل أنها تذهب وتجيء من وإلى ((العدم المحض)) أو ((اللاشيء حرفيا)) كما يدعي هوكينج ؟؟؟..
ولفهم ذلك ....
ففي الصورة التالية (وحسب الرسم البياني لريتشارد فاينمان) : تمثل الرسمة اصطدام اثنين من الإلكترونات وتشتتهما ..

حيث تمثل الخطوط المستقيمة : مساري الإلكترونين قبل وبعد التصادم .. وأما الخط المتعرج بينهما :
فيمثل فوتونا مجازيا : يقوم بتوصيل التآثر الكهرومغناطيسي بينهما .. ومن خلال هذا التمثيل لعملية الاصطدام تحت تأثير شحنتي الإلكترونين : يمكن تصور وجود جسيم افتراضي (أو فوتون افتراضي) كحالة مؤقتة عمرها قصير جدا ً: تظهر خلال التآثر وتنقل التأثير ثم تختفي ..!
ثانيا :
ولذلك نقرأ في كلام العلماء المتخصصين - والذي يكشف تدليس هوكينج واستغلاله لجهل العوام بفيزياء الكم - : ما يؤكد هذا المعنى ..!
فنقرأ في الاقتباس التالي مثلا : الاعتراف بأن الكون لا يمكن أن يظهر فجأة من تذبذبة في العدم !!!.. لأنه لو عدم محض : فما هو الذي تذبذب ؟!!..
brings our universe into existence, is not absolutely nothing. It is only nothing like our present universe, but it is still something. How else could 'it' fluctuate?
المصدر : (William Carroll,Thomas Aquinas and Big Bang Cosmology)
وفي الاقتباس التالي أيضا نقرأ أن مفهوم (الفراغ) في ميكانيكا الكم : لا يعني العدم !!.. وإنما هو السبب الغير مكشوف للظهور المؤقت للجسيمات الافتراضية !!!..
In quantum mechanics, the vacuum is not a nothing. It is the indeterministic cause of the temporary existence of the virtual particles
المصدر : [a href="http://www.leaderu.com/offices/koons/docs/lec5.html">Robert C. Koons]
وفي نفس المعنى التوضيحي السابق : نقرأ في النقل التالي والأخير أن فراغ الكم : هو حالة ((الضرورة الفيزيائية)) لظهور الجسيمات الافتراضية .. ويدلنا وصف الضرورة الفيزيائية إلى السببية في هذا الظهور .. أي أنه يصح أن نقول أن ظهور هذه الجسيمات الافتراضية كان لسبب !!.. ومن احتمالات تعريف السببية : يمكننا القول بأنه للجسيمات الافتراضية سبب ((وهذا ينفي عدمية الملاحدة وظهور الكون في لحظة ما بغير سبب !)) .. وأنه لأي فراغ كوانتي احتمالية أكيدة لتولد الجسيمات الافتراضية به :
"A quantum vacuum is a physically necessary condition of a virtual particle coming into existence and, in this 'physically necessary' sense of causation, virtual particles may be said to have causes. A probabilistic definition of causality would also enable us to say that virtual particles have causes, for given a quantum vacuum there is a certain probability that virtual particles will be emitted by it."
المصدر : [Quentin Smith, "Theism, Atheism and Big Bang Cosmology," Essay VI., p. 179.]
انتهى ...
(والتي نقلها عنه وترجمها الملحد عادل أحمد)
والموضوع مُرشح للنشر في العدد الأول للمجلة الدعوية الواعدة بإذن الله : مجلة كشف الأقنعة ..
مع بعض التعديلات والاختصار .. وهذا رابط المجلة على الفيسبوك : https://www.facebook.com/kashfmag
وعلى بركة الله نبدأ ...
------
بسم الله الرحمن الرحيم ...
بداية أقول وقبل الرد على المقال المُترجم :
لعله من المُستحسن وضع النقاط الأساسية لخلخلة أفكار المقال : والتفاصيل تأتي تباعا إن شاء الله ..
1...
فبعدما استقر الآن في وعي المجتمع العلمي الفلكي والفيزيائي : تهافت فكرة قيادة الصدفة والعشوائية لتكوين الكون الغاية في النظام : وذلك بعد الظهور الطاغي لحقائق الضبط المتناهي لقوانين الكون .. أو ما عرفته الأوساط العلمية بالكون المُعد بعناية Fine-tuning of universe والمتمثل في القيمة البالغة الدقة للثابت الكوني Cosmological constant أقول :
بعد نفض العقلاء أيديهم من خرافات الصدفة والعشوائية في خلق الكون وتكوينه : ظهرت لدينا طغمة جديدة منهم : تمسكت بالعكس تماما ألا وهو : ادعاء أصالة القوانين نفسها والموجودة في الكون الآن !!!.. وأنها كانت لديها القدرة للظهور من ((العدم)) بلعبة ضخ طاقة موجبة وطاقة سالبة في نفس الوقت ! - لأن ذلك في ظنهم لا يتنافى مع معنى العدم وهو ما سنفنده ! - !!!.. فصارت القوانين القائمة بذاتها هي إلههم الجديد !
وما يهمني الآن هو توضيح شيء هام جدا يجب على كل عاقل الانتباه إليه وهو أن كلا من الصدفة والعشوائية : أو القوانين والنظام :
هما ((طريقتان لظهور التصرفات والسلوك والأفعال)) !!!.. وليستا (فاعلين) على الحقيقة !!!.. وهي نقطة جوهرية إذا واجهنا بها أي ملحد فضحنا منهجه بإذن الله !!!..
مثال :
عندما آتي بمجموعة كبيرة من طلبة المدرسة وأطلب منهم الانتشار في الملعب بغير توجيه : فهذا المنظر والسلوك العشوائي لهم : لا يمكن وصفه بأنه فاعل !!.. وإنما طريقة للفعل !
وفي المقابل أيضا :
إذا قمت برسم خطوط معينة ودوائر في أرض الملعب : ثم طلبت منهم الانتشار والاصطفاف عليها : فالنظام الذي حصلت عليه هنا وقانون الاصطفاف الذي وضعته لهم : لا يمكن وصفه هو أيضا بأنه فاعل !!.. وإنما طريقة للفعل !
وكلا الأمرين احتاج في النهاية لفاعل هو الذي يختار لفعله : إما سلوك العشوائية : وإما سلوك النظام أو القوانين !!..
ولا يمكن أبدا لدى عاقل من العقلاء وصف الفعل بأنه الفاعل !!!!.. فيصف الصدفة والعشوائية - التي ليس لها وجود مادي في الحقيقة - بأنها فاعل ! أو يصف النظام والقوانين - والتي ليس لها وجود مادي أيضا - أنها فاعل !!..
2...
بل وإذا تماشينا مع هذا التصور الطفولي لخلق الكون وتطوره حسب قوانين صارمة : ثوابتها لا تتغير : لكان على كل عاقل أن يسأل هؤلاء القوم سؤالا غاية في الأهمية ألا وهو :
من أين ظهر الوعي الفردي وحرية الاختيار والإرادة المستقلة والعقل لدى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان ؟!!!..
من أين ظهر ذلك إذا كان الكون وليد نظم وقوانين وثوابت صارمة لا تتغير ولا تتبدل في سلوكياتها ونتائجها وخصائصها ؟!!!..
سؤال في مقتل !!!..
3...
بل وحتى محاولة ستيفن هوكينج لنفي الحاجة لإله تحت حجة معرفة البشر للقوانين التي يسير بها الكون : فهي محاولة فاشلة وصبيانية لأقصى حد !!.. لأننا - وبكل بساطة - سنسأل بدورنا : ومَن الذي قنن القوانين وحدد قيمها وثوابتها واختارها ؟!!..
واعتراضنا عليه بمعنى آخر هو :
وهل تنفي معرفتنا لتفاصيل وقوع أي فعل : لزوم حاجة هذا الفعل إلى فاعل (سواء عشوائية أو نظام) وكما شرحنا ؟!!..
هل إذا وجد أحدنا غسالة أو ثلاجة وقام بالبحث فيها وتفحصها إلى أن فهم كيفية عملها : فهل يعني ذلك أن يقول بابتسامة عريضة : أن الغسالة أو الثلاجة لا تحتاج لصانع لأنها لديها نظامها الخاص الذي تسير عليه ؟!!..
هل هذا كلام عقلاء ؟!!!.. والحق أقول لكم :
إن الإلحاد أول ما يضرب : يضرب العقل ويتنصل من البديهيات والمنطق لترويج كفره بالخالق عز وجل !!!..
ففي الوقت الذي نرى كلا من الإيمان والإلحاد لا بد لهما من إيمان بغيب - أي الإيمان بوجود أشياء لم يعاينوها بحواسهم ولم يحضرها أحد - : نجد فارقا جوهريا بينهما وهو أن إيمان المؤمنين بالغيب : يقوم على ممكنات عقلية .. في حين إيمان الملاحدة بالغيب : يقوم على مستحيلات عقلية بل وفيزيائية أيضا كما سنرى !!.. وكله هدم وتنصل من أبسط قواعد العقل والمنطق والتي إذا وافقناه عليها : فلا ثقة بعد ذلك في عقولنا أنفسها التي نحكم بها على الأشياء بناء على المنطق والبديهيات !!..
أم أنهم يستخدمون المنطق والبديهيات في كل شيء في حياتهم : فإذا جاء الحديث عن الله تعالى خالقهم : تنصلوا منها ؟!!..
عجيب !!!..
4...
ومن كمالة هذه المستحيلات العقلية والفيزيائية : ادعاء خروج شيء من العدم المحض !!!.. فاضطرهم ذلك لوصف العدم بأوصاف مادية : وأنه كان يحمل في طياته أشياء (طاقة موجبة / سالبة) !!.. وهو ما يتنافى مع المعنى الحقيقي للعدم الذي هو عكس الوجود وأنه لا شيء !! ولا فيه شيء البتة !!.. ولا موجب ولا سالب !!.. والصواب : أنه لو تم تخيير العاقل بين : الإيمان بأن الوجود هو الأزلي أو هو الأصل (وكما يؤمن المؤمنون بأن وجود الإله هو الأصل ولم يكن أبدا هناك عدم محض) :
وبين الإيمان بأن العدم هو الأزلي أو هو الأصل : ثم خرج منه بعد ذلك أي شيء (إله أو مادة أو قوانين أو أيا ما كان) :
لما تردد العاقل في اختيار الأولى لو كان بالفعل يحترم عقله الذي هو مناط الحكم على الأشياء ببداهة ومنطق !!..
لأنه على الرغم من أن كلا الاختيارين لم يشاهدهما أحد - فهما من الغيب - : إلا أن الاختيار الأول للمؤمنين : تضافره كل الدلائل والممكنات العقلية .. وهو الحل البديهي الوحيد أمام معضلة تسلسل الخالقين أو المُحدثين أو المُسببين إلى مالا نهاية !!!.. وأما الاختيار الآخر للملاحدة : فتحفه كله المستحيلات العقلية والفيزيائية !!!..
وشتان بين الثرى والثريا !!!.. وبين مَن يدعي خروج شيء من العدم (وبذلك خالف مفهوم العدم نفسه) : وبين مَن يُسلم لرب العالمين سبحانه الأول بلا بداية !!..
وهناك بعض الأخطاء الأخرى والتي سأشير إليها كذلك في موضعها ...
وسوف يسير الرد بنظام الاقتباس لكل فقرة من المقال وتلوينها : ثم الرد عليها ..
والله تعالى من وراء القصد ...
---------
في العصور القديمة كانت كل الظواهر تفسر على أساس كائنات خارقة، كالبرق والعواصف، وكان لهم إله لكل ظاهرة،
فكانت ظاهرة الشمس تفسر على أساس أن هناك إله اسمه "اسكول" وهو في صورة ذئب، وهو يقوم بابتلاع الشمس في حالة الكسوف، وكانوا يقومون بإقامة الطقوس حتى تعود الشمس، وما لم يكونوا يعلمونه هو أن الشمس كانت ستعود في جميع الأحوال حتى وإن لم يقيموا هذه الطقوس،
أقول : ما أبعد هذا الكلام عن الإسلام الذي جاء ليهدم الخرافات والأساطير : ويدعو الناس للتأمل والتدبر في الكون وفي كل ما حولهم : ليعلموا كمال خلق الله تعالى الذي :
" خلق كل شيء : فقدره تقديرا " الفرقان 2 ..!
ومن المعلوم أن العالم ستيفن هوكينج هو من أجهل الناس بالإسلام - أو يتعمد ذلك - ومثله في هذا مثل داوكينز !
يقول عز وجل حاثا على النظر في الكون وآياته الدالة على الخالق :
" إن في خلق السماوات والأرض : واختلاف الليل والنهار : لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم : ويتفكرون في خلق السماوات والأرض : ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك : فقنا عذاب النار " آل عمران 190 - 191 ..
ولذلك نرى الكثير من الآيات في القرآن : والتي يستعرض الله تعالى فيها بالفعل : الأسباب المادية والتصريفات الكونية للكثير من الظواهر : ويلفت نظر الناس إليها !!!.. لأنهم بوقوفهم على دقة التصريف والقوانين : سيعلمون ((حتما)) أنها وراءها خالق قادر عليم : وبعكس الملاحدة !
لذلك :
فبرغم ذكر الله تعالى صراحة في أكثر من موضع في القرآن أنه هو (الفاعل) الأوحد في الكون لما يريد : ومثل قوله تعالى مثلا في نزول الغيث :
" وهو الذي يُنزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " الشورى 78 ..
ومثل قوله أيضا :
" إن الله عنده علم الساعة ويُنزل الغيث " لقمان 34 ..
إلا أنه قد وضح في مواضع أخرى : تفاصيل الأسباب المادية التي وضعها سبحانه وتعالى لذلك ! فقال مثلا :
" وهو الذي يُرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون " الأعراف 57 ..
وقال أيضا :
" ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار " النور 43 ...
وهذه الآية وحدها فيها من السبق العلمي القرآني ما فيها لو بحثنا !!.. وقال كذلك :
" الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون " الروم 48 ..
وقال أخيرا وليس آخرا :
" والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " فاطر 9 ..
وعلى هذا نقيس العديد من الآيات القرآنية التي تناولت أشهر الظواهر الكونية بعين التفصيل المادي : داعية البشر للنظر والتدبر فيهم : بعيدا عن تأثير الخرافات والأساطير التي كانت تسود المجتمعات الوثنية والجاهلة والمُحرفة لرسالات الله عبر القرون !!!..
وحتى برغم توغل الكثير من الخرافات والأساطير الوثنية والإسرائيلية في كتب السيرة والتفاسير وبعض كتب الحديث : إلا أن علم الحديث كان لها بالمرصاد : إذ لن نجد حديثا يُمثل خرافة من الخرافات : إلا وفي سنده مطعن وإشكال وخلاف بين العلماء !!.. ولن نجد سنده إلا مقطوعا أو موقوفا أو مرفوعا وفيه ضعفاء أو متروكين ومدلسين ...!
ولعل من أنسب الأمثلة هنا هو رواية سوق الرعد للسحاب بمخاريق من البرق - وما شابهها من روايات أخرى - !!.. وهي الرواية التي جاءت في بعض كتب الحديث والتفاسير بأسانيد مختلفة ليس فيها سند صحيح للنبي !!.. وإنما كلها موقوفة أو مرفوعة ضعيفة !!.. ويُنظر في بيان ذلك لبحث مُفصل للدكتور خالد بن محمود الحايك بعنوان : بحثٌ في الحديث المرفوع ((الرعد مَلك)) .. والتي خلص منها إلى أن تلك الرواية أصلها كعب الأحبار الذي كان يهوديا وأسلم في عصر الصحابة والتابعين ..
أيضا من المناسب هنا أيضا - وفي مقابل هذه الرواية الضعيفة - : ذكر روايات أخرى صحيحة - بل في أصح كتب الحديث وبأصح الأسانيد في البخاري ومسلم - : تترجم لنا حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الابتعاد بالمؤمنين عن الخرافات التي كانت سائدة في عصره !!.. حيث جاء في الحديث الصحيح وقوع كسوف للشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي .. فربط الناس بين موته وبين الكسوف كعادة الناس في هذا الزمان وما قبله !!.. فقال لهم النبي قولته الشهيرة الواضحة :
" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله : لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته !.. فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي " ..
فقد اتضح أن هذا الكون غير خارق للطبيعة، ولكن يحتاج إلى الشجاعة لكي تواجه حقيقته. في حوالي عام 300 قبل الميلاد، كان هناك فيلسوف يدعى أرستقراط،
الاسم بهذه الطريقة غريب عليّ .. ولعل الجهل مني أو من المترجم والله أعلم ..! ولو كان تم وضع رابط المقال الأصلي لكان أفضل !
(ملحوظة : الأرستقراطية : هي طبقة النبلاء وعِلية القوم كما ذكرهم أرسطو في فلسفاته السياسية القديمة)
انبهر بكسوف الشمس وخسوف القمر أيضاً، وبعد دراسات قام بها تبين له أن الكسوف ليس إلا ظل القمر واقعاً على الأرض
سليم ...
كما قاده هذا الاكتشاف إلى أن الأرض ليست مركز الكون، حيث أن في بعض الأحيان يقع ظل الأرض على القمر وفي أحيان أخرى يقع ظل القمر على الأرض، كما خلص إلى أن النجوم ليست ملقاة على أرض الجنة كما ظن معاصروه،
ولكنها شموس أخرى مثل شمسنا، ولكنها بعيدة جداً، وبذلك عرف أن الكون عبارة عن ماكينة، تتكم فيها قوانين معينة، وفي بعض العصور كانت عصية على الاكتشاف بالعقل البشري.
إن اكتشاف هذه القوانين هو أكبر إنجاز للكائن البشري، وإن قوانين الطبيعة هذه يمكنها أن تخبرنا أننا لسنا في حاجة إلى إله أبداً لكي يفسر لنا هذا الكون، فهو محكوم داخلياً من قبل قوانين الطبيعة،
أقول : حتى الماكينة إذا رأيناها كعقلاء : فلن تمنعنا أبدا من سؤال الملحد عن : مَن الذي صنعها وحدد آليتها وقوانين عملها ؟!!..
فالعاقل لا يرى ماكينة تعمل أبدا : ثم يدعي أنها بغير صانع قادر على ضبطها ووضع آلية تسييرها وتركيب أجزائها بدقة وعناية !!!!..
فأجزاء السيارة مثلا إذا رميتها بعشوائية في فراغ الجراج : فلن تعطيني سيارة أبدا ولو بعد مليارات مليارات عمر الكون !!.. وذلك لأنها تحتاج لفاعل يقوم بتركيبها معا وفق تصميم معين ! تحتاج فاعلا : لديه ((القدرة)) على حمل كل جزء ووضعه في مكان معلوم له سابقا وفق تصميم وغاية معينة !!.. وهذا لا يتوافر أبدا في العشوائية : بجانب أن العشوائية ليس لها كيان مادي أصلا ليبذل ((قدرة)) لحمل وتركيب الأشياء في بعضها البعض وتسييرها !!!..
وهذا ما يعني وكما كررناها أكثر من مرة إلى الآن : أنه حتى العشوائية تحتاج إلى فاعل يختارها ويقوم بها !!!.. وفي المقابل أيضا :
فيمكنني تركيب أجزاء هذه السيارة - ومن أول مرة - : وفق تصميم أعلمه مسبقا وأريده وله غاية (وهو السيارة والسير بها) : فتتحقق !!..
وهو أيضا يحتاج لفاعل !!!..
ولعل أقوى سؤال قصم ظهر الملاحدة أمام الدقة الهائلة في قوانين الكون وحصرها في هذه القيم المدهشة هو :
لماذا هذه القوانين والقيم بالذات : وليست غيرها ؟!!!.. لماذا هذه القيم الغاية في الدقة والضبط للثوابت الفيزيائية الكونية ؟!!..
وذلك بعد أن رأى العلماء تجاوز دقة الثابت الكوني Cosmological constant لعشرة أس 122 (أي واحد وأمامه 123 صفرا) !!!!..
وهو ما يتجاوز القيمة الرياضية للمستحيل الرياضي النظري نفسه بأضعاف !!!!..
وهي القيمة التي يقول عنها اللاديني الفيزيائي الشهير ليونارد سوسكايند في كتابه مخطط الكون The Cosmic Landscape :
((الثابت الكوني 10 أس 122 يستحيل أن ينشأ بداهة عن صدفة)) !!!..
والتي يقول عنها الملحد الفيزيائي الأشهر صاحب مقالنا الذي نرد عليه الآن ستيفن هاوكنج في كتابه موجز تاريخ الزمن ص125 :
((الحقيقة الواضحة بخصوص الثوابت الكونية : تؤكد على أنها صُممت بعناية تتيح الحياة وبمنتهى الضبط المدهش)) !!!..
ولذلك : فيتجه اللادينيون والملاحدة الآن لـ (إله ثغرات) جديد خاص بهم : ويتجهون لـ (غيب) لا يستطيع أحد محاسبتهم عليه ألا وهو :
فرضية الأكوان المتعددة multiverse !!!!.. حيث ينقلون خرافة الصدفة والعشوائية وعدم الخلق والقوانين : من داخل كوننا الذي خذلهم : إلى فرضية أكبر لن يستطيع أحد التأكد منها كما اعترف سوسكايند نفسه !!!.. ألا وهي وجود أكوان عشوائية بعدد احتمالات نشوء أكوان عشوائية في الوجود إلى أن نصل إلى كوننا هذا !!!!.. وهي الفرضية التي فاقت غرابة احتماليتها غرابة احتمالات دقة الثابت الكوني نفسه !!..
وحتى وصل بها ستيفن هوكينج إلى قيمة 10 أس 500 كون !!.. وكما في كتابه الأخير - التصميم العظيم - !
وكل ذلك فقط : للهروب من الاعتراف بإله حكيم خالق ؟! وسبحان الله العظيم !!!..
يتجلى لنا ذلك في قول ريتشارد داوكنز في حواره مع ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي :
((إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المُعد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة)) !
If you discovered a really impressive fine-tuning ... I think you'd really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse.
المصدر :
VOICES OF SCIENCE ..Richard-Dawkins-Steven-Weinberg-Lawrence-Krauss-PZ-Myers-David-Buss
وهناك ملحوظة أخرى : وهي بخصوص نفي أن الأرض قد تكون مركزا للكون (علميا) !!!..
حيث (الجزم) بالنفي هنا : لا دليل (علمي) عليه لمَن لا يعرف !!!..
وسأترك الإشارة لذلك بعد أن نقرأ الاقتباس التالي الذي ذكر فيه هوكينج من الشواهد : ما ظن أنها تعزز هذه الفكرة الإلحادية لتهميش البشر وكوكب الأرض في الكون : وللتأكيد على لاغائية وجودهما !.. إذ يقول الكاتب - وسأغض الطرف عن نقد كلامه عن عدم الحاجة لإله حيث فندنا ذلك بالفعل - :
ولكي نفهم ذلك سنضرب مثال بلعبة التنس وهناك نوعان من القوانين تحكم اللعبة، الأولى هي التي وضعها اإلنسان، وهي قابلة للتغيير من قبله , أما النوع الآخر من القوانين فهي ثابتة لا تتغير، مثل القوة المؤثرة على الكرة، أو مرونة المضرب، وهذه القوانين بالإضافة إلى أنها ثابتة، فهي أيضاً كونية، فهي لا تطبق على كرة التنس فقط ، ولكن على كل شيء في الكون، فهذه القوانين لا يمكن نهائياً كسرها، وهذا ما يجعلها في غاية القوة، فإن قبلت معي أن قوانين الكون ثابتة، ولا يمكن كسرها، فلن تأخذ وقت طويل حتى تتساءل:
ما هو دور الله إذن؟ وهذا هو التناقض الكبير بين العلم واإليمان، وهذا التناقض ليس حديث، ولكنه أقدم من عصرنا بكثير.
ففي العام 1277م بوب جون السابع عشر شعر أنه مهدد بقوانين الطبيعة، وكان يسميها بالإلحادية، ولكن وجدت منظمة دينية حلاً لهذه المشكلة، فلعدة قرون لاحقة تم تفسير هذه القوانين بأنها من عمل الله ،وبإمكان الله ،أن يكسر هذه القوانين إن أراد، وتم تعزيز هذه الفكرة مع أن كوكبنا الأزرق مازال ساكناً في مركز الكون ، على عكس فكرة أرستقراط التي تم تناسيها من زمن.
ولكن في العام 1609م كان العالم جاليلو جاليلي يدرس كوكب المشترى من تلسكوب صنعه هو بنفسه، وحقق اكتشافاً صاعقاً ، فقد رصد ثالثة أجسام قريبة من الشمس، وفي البدء ظن أنها نجوم خافتة، ولكن بعد مراقبة مستمرة لاحظ أنها تتحرك، كما لاحظ أنها تختفي خلف بعضها وتظهر، فعرف أنها تدور حول الشمس، وليس حول الأرض، وقد دخله هذا الاكتشاف بمشاكل كثيرة مع الكنيسة، وقد نجا بالكاد من الإعدام بإنكاره لهذه الأفكار الإلحادية، وتم احتجازه في منزله إلى آخر تسعة سنوات من حياته.
أولا : الحديث عن ثبات قوانين الكون وحتميتها : ينافي ظهور الوعي الفردي وحرية الاختيار والإرادة المستقلة والعقل لدى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان !
ثانيا : جاليليو جاليلي : لم يكن ملحدا بمعنى إنكار الإله - والتي يُحب الملاحدة دوما لصقها بكل عالم لسحبه إلى صفهم - !!!..
ثالثا : لم يكن يرى أن فرضية ثبات الشمس ودوران الأرض حولها تهدم دينه الكاثوليكي .. بل رأى أنه يمكن التوفيق بينهما ...!
رابعا : هو لم يأت بجديد : وإنما تبنى اختيار كوبرنيكوس لنموذج ثبات الشمس عن نموذج ثبات الأرض لأنه الأسهل في الحساب !
وأما بمناسبة رصد حركة الكواكب واختفاء بعضها خلف بعض أو الشمس : فهذا قديم وعرفت الحضارات القديمة مثله !!.. ولم يجدوا فيه دليلا صارخا على مركزية الشمس بالمناسبة !!!..
وذلك لأننا لو افترضنا دوران الكواكب (والشمس) حول الأرض : فلا مشكلة أبدا في أن نرى بعضها بيننا وبين الشمس أو خلف الشمس !!..
وحتى لا يتهمنا أحد بالجنون في عصر العلم - وأنا لا أريد هنا إلا إظهار القول العلمي الآخر المحايد الذي يتم التعتيم عليه - :
فإليكم الكلام التالي من شخصين معروفين : أحدهما مؤمن بإله .. والآخر ملحد - وهو ستيفن هوكينج نفسه صاحب مقالنا هذا ! -
حيث يقول الفيلسوف الإنجليزي الأمريكي والتر ستيس أنه :
((ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس !!.. غير أن كوبرنيكوس برهن على أنه من ((الأبسط رياضياً)) أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم : فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة : فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ)) !!!..
المصدر : والتر ستيس 1998م كتاب : الدين والعقل الحديث - ترجمة إمام عبد الفتاح إمام - مكتبة مدبولي - القاهرة ..
والآن لننتقل إلى استعراض كلاما قد قاله ستيفن هوكينج نفسه من قبل في كتابه مختصر لتاريخ الزمن Stephen Hawking, 1996, The Illustrated A Brief History Of Time : ولنرى فيه كيف أنه لم ير مُرجحا لعدم القول بمركزية الأرض للكون : إلا سبب واحد فقط : وليس له علاقة بالعلم ولا الرصد بالمناسبة !!!.. أتعلمون ما هو ؟!!.. نعم .. إنها نفس النظرة الدونية لتهميش الإنسان وكوكبه في الكون !!.. وذلك لأننا إذا اعترفنا بمركزية الأرض للكون : فهذا يعني بالتأكيد أننا لنا الشأن الأساس من خلق هذا الكون !!!..
حيث بعدما سرد هوكينج المشاهدات التجريبية التي استنتج العلماء منها أن المجرات في هذا الكون الفسيح تبتعد عنا مُسرعة من جميع النواحي : يُخبرنا هوكينج كيف أن الفيزيائي والرياضي الروسي ألكسندر فريدمان قد وضع فرضيتين بسيطتين حول الكون - وبغرض شرح النسبية العامة لأينشتين - وتنص الفرضيتان على :
1.. أن مظهر الكون يبدو واحداً من أي اتجاه نظرنا إليه ..!
2.. أن هذا الأمر لا يختص بكوكبنا الأرضي فقط .. بل هو صحيح أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون ..!
ثم بعدما استطرد هوكينج في شرح كيف أن الأدلة قد تضافرت على تأييد الفرضية الأولى مما يميل بنا لقبولها علميا : يقول محاولا التشغيب على ما يستلزمه ذلك من القبول العلمي لفكرة مركزية الأرض :
((وللوهلة الأولى : فإن هذه الأدلة والتي تبين أن الكون يبدو متشابها بغض النظر عن الاتجاه الذي ننظر منه : قد توحي بأن هناك شيئاً خاصاً حول مكاننا من هذا الكون !!.. والذي نعنيه بالذات : أننا إذا كنا نشاهد جميع المجرات الأخرى وهي تتجه مبتعدة عنا من جميع الاتجاهات : فلابد إذا أن نكون في مركز هذا الكون)) !!!..
لكنه يستطرد قائلاً أن هناك بديلاً آخرا لهذا الاستنتاج : ألا وهو أن الأمر سيبدو كذلك أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون !!.. ومشيراً بذلك إلى فرضية فريدمان الثانية والتي ذكرناها آنفاً ..! ولكن :
هل هناك من دليل (علمي) أو (تجريبي) الآن على صحة الفرضية الثانية عن الأولى ؟!!.. يجيب هوكنج قائلاً :
((إننا لا نملك دليلاً علميا يؤيد أو يناقض هذه الفرضية !!.. ولكننا نؤمن بها : بدافع التواضع)) !!!..
أي : بدافع عدم القول بمركزية الأرض والإنسان في الكون !!!!.. لأن ذلك يصب حتما في ترجيح خالق للإنسان !!!..
وخلال الثلاثمائة سنة اللاحقة لذلك، كان العلم قد بدأ يفسر جميع أنواع الأشياء، بداية من البرق، ثم الزلزال، فالعواصف، نهاية بما يجعل النجوم تضيء، وكل اكتشاف جديد، يبعد الحاجة إلى وجود إله، وبالنهاية إن كنت تؤمن بأن العلم هو من وراء البرق، فستكون مختلفاً عمن يؤمن بأن هناك ملاك ما يحمل سوطاً ويضرب السحب.
قد أجبنا عن هذه الخدعة المنطقية بالفعل .. وقلنا أن فهم الإنسان لآلية عمل ماكينة معينة - كمثال - : لا يعني إطلاقا - لدى العقلاء - أن يزعم أنها صنعت نفسها بنفسها أو بدون صانع ركبها أو صممها أو برمجها ولو لأول مرة - وأعني بالجملة الأخيرة فرضية الملحد لماكينة قابلة لنسخ نفسها بنفسها ! حيث ستحتاج أيضا إلى مُبرمج أولي لعملية النسخ : ولا مفر من فاعل ! -
بالرغم من تعقيد وتشتت الكون، اتضح أنه لكي تصنع واحداً، تحتاج إلى ثلاثة مكونات فقط، وهي الطاقة والمادة والفراغ،
أقول : والاحتياج : هو دليل على أن الشيء مخلوق وليس خالق ..! مصنوع وليس صانع !!!.. مفتقر لغيره وليس غني في ذاته !!.. مُحدَث وليس أزلي !!!.. وذلك لأنه إذا فقد أحد مكوناته : لم يظهر !!!.. يقول الله عز وجل في قرآنه الحكيم :
" أم خــُلقوا من غير شيء ؟!!.. أم هم الخالقون " ؟!!.. الطور 35 ..
ولكن السؤال هو من أين أتت هذه المكونات الثالثة؟ نحن لم يكن لدينا فكرة، حتى دخول القرن العشرين، حيث لاحظ آينشتاين أن المكونين الهامين في الكون وهما المادة والفراغ، ليسا إلا مكون واحد في الأصل، ومعادلته الشهيرة (الطاقة تعادل الكتلة في مربع سرعة الضوء) تؤكد أن المادة يمكن أن يتم تحويلها إلى طاقة، وبذلك يمكن أن نعتبر أن الكون له مكونين فقط، هما الطاقة والفراغ، والسؤال لا زال مطروحاً، من أين جاء هذان المكونان؟ والإجابة جاءت عبر عقود من جهود العلماء، فالفراغ والطاقة، قد تم انتاجهما عن طريق حدث عشوائي يعرف الآن لنا باسم الانفجار العظيم، ففي لحظة الإنفجار العظيم، كون كامل مليء بالطاقة جاء إلى الوجود، ومعه فرغ، وكل شيء بداخلة بظهر ببساطة من عدم،
أولا : لو سألنا هوكينج : لماذا في تلك اللحظة تحديدا - زمن الانفجار العظيم - جاء الكون من العدم المزعوم : لما استطاع الإجابة ؟!
وذلك لأن تحديد وقت معين - وليس قبله أو بعده - لظهور شيء ما - أيا ما كان - : يحتاج لفاعل مُختار مُريد !!!.. ولن ينفعه هنا تصوير ذلك الفاعل بظاهرة أخرى من التي يخترعها الملاحدة من رؤسهم لما قبل الكون !!.. لأنه سيظل نفس السؤال ملازما لهم : لماذا هذه الظاهرة حدثت في هذا الوقت بالتحديد ؟!!..
ثانيا : كيف يُعطي العدم (الذي هو لا شيء وليس فيه شيء) : طاقة ؟؟!!.. وكيف يُعطي فراغ ؟!!!.. من أين جاء بهما أصلا ؟!..
ثالثا : كيف يحتوي الكون الذي خرج من العدم : عدما آخرا بداخله تخرج منه أشياء أخرى باستمرار كذلك ؟!!!..
والصواب :
أن هوكينج - وغيره ممَن شابهه - يخلطون عن عمد بين مفهوم العدم المحض : وبين مفهوم الفراغ الكمي أو الكوانتي الذي يملأ الكون !
وهو ما سنوضحه بعد قليل إن شاء الله ..
ووللبعض، بدأ الله يعود مرة أخرى إلى الصورة فبالنسبة لهم الله هو من خلق الطاقة والفراغ، وبالنسبة لهم كان الانفجار العظيم هو بداية الخلق، لكن العلم يحكي قصة مختلفة، فإمكاننا استخدام قوانين الطبيعة لفهم أصغر أصول الكون، ولنرى إن كان وجود الله هو الشيء الوحيد الذي سيفسرها. ولنعرف سر نشأة هذا الكون من لا شيء، نجد أن السر يكمن في واحدة من أغرب حقائق الكون، فقوانين الفيزياء تتطلب شيء يدعى بالطاقة السالبة،وحاصل جمع الطاقة والطاقة السالبة يعطي لا شيء بالمرة، ولكي نفهم معنى الطاقة السالبة، يمكن أن نتخيل شخص حصل على حفرة وتل من الرمل من خالل الحفر على مساحة فارغة أصلاً من الأرض، ويمكن أن نعتبر أن الحفرة هي نسخة سالبة من التل، وكل منهما له نفس الحجم للآخر، وهذا نفس ما حدث لحظة الإنفجار العظيم، فعندما بدأ الانفجار العظيم بضخ نسبة عالية من الطاقة الإيجابية، في المقابل أنتج نفس المقدار من الطاقة السلبية،
وبالطبع لم يخبرنا هوكينج عن : من أين جاء العدم بضخ الطاقة الموجبة ابتداء - ضخها من أين ؟! من جيب كون آخر - ؟!!!..
فضلا عن ضخه كذلك لطاقة سالبة !!!.. - يعني لم يكفه فرية ضخه لطاقة موجبة : حتى يفتري ضخه لأخرى سالبة معها !
وبهذا تصبح الطاقة الإيجابية والسلبية تساوي صفر، وهذه الطاقة السلبية المهمة من مكونات الكون، هي عبارة عن الفراغ المحيط بنا، فالفراغ نفسه يمثل مخزن هائل للطاقة السلبية، كافي ليضمن لنا أن كل شيء يساوي صفر، ومن الصعب استيعاب هذا المفهوم لغير المتخصصين في الرياضيات الفيزيائية، فيمكن أن نعتبر الكون بطارية ضخمة تحوي الطاقة السلبية . وإن كان الكون يؤول إلى لا شيء، فحينها لن نحتاج إلى إله ليخلقه،
وهنا أصل المغالطة المنطقية والأضحوكة العقلية الجديدة التي مفادها لمَن لا يعلم :
أننا لو لدينا مُدرس أو مُعلم في مدرسة : ولديه عشرة طلاب وعشر طالبات في الفصل : ثم سأله المدير : هل لديك طلبة (أو) طالبات في الفصل ؟!!.. لرد عليه ذلك المُدرس أو المُعلم - وبحسب منطق هوكينج - قائلا بكل ثقة : لا ليس عندي طلبة (ولا) طالبات في الفصل !!!!!!!!!!!!.. وذلك لأنه في منطقه إذا تساوى الشيء وضده : فهذا يساوي العدم المحض !!!.. إذاً : الفصل ليس فيه شيء !!!!!..
والمثال بصورة معكوسة لكي يكشف لنا أكثر أضحوكة الملاحدة الفيزيائيين في زعمهم تساوي اللاشيء بالشيء وضده : أننا لو أتينا إلى أحد الفصول الفارغة والذي ليس فيه أحد وطلبنا من المُدرس أو المُعلم أن يُخرج لنا منه عشرة طلاب مع عشر طالبات : وبحُجة أننا لم نطلب منه مستحيلا لأن تضاد الطلبة والطالبات يساوي عدم وجودهم : لنظر إلينا بجنون !!!..
وبالطبع منشأ هذه الضلالة عند رياضي مثل هوكينز وأمثاله :
هو أنه قاس الرياضيات (النظرية) والتي فيها (0= + س - س) على الواقع !!!..
فاعتبر أن الصفر : هو العدم أو اللاشيء .. ووفقا لذلك : فلا مانع من القول بأنه يحمل الشيء وضده !!.. وهو مخالف للواقع كما رأينا لأن العدم في معناه في العالم الواقعي : لا يحوي شيئا البتة !!.. لا (+ س) ولا (- س) !!!..
بل ولو صح هذا المنطق النظري الفارغ : لصح لنا حينئذ أن نصف كوننا الذي نعيش فيه الآن بالعدم !! - أي يكون أنا وأنت غير موجودين فعليا الآن بمنطق الإلحاد الفيزيائي ! - : وذلك لأننا نحتوي على طاقة إيجابية وسلبية معا ولله الحمد !!!!..
فهكذا يريد هوكينج وغيره الترويج لمناهجهم الملتوية التي ما تركت مستحيلا عقليا ولا منطقيا إلا وسلكته فقط :
للهروب من حقيقة وجود الله عز وجل الأوضح من الشمس في وسط النهار !!!..
وصدق الله العظيم القائل في كتابه الحكيم :
" ومَن يرغب عن ملة إبراهيم : إلا مَن سفه نفسه " البقرة 130 ...!
ولكن يبقى السؤال الأخير، وهو من الذي أطلق العملية كلها في المقام الأول، ففي تجربتنا الحياتية اليومية نحن نعتاد على فكرة أنه لا يمكن أن نجد شيء من لا شيء، ولكن إذا لو راقبنا حركة الأجسام على المستوى دون الذري، نجد أن الجزيئات تسلك سلوك يعتمد على علم نسميه ميكانيكا الكم، والجسيمات على هذا المستوى تجريبياً تظهر من عدم لفترة وجيزة جداً ثم تختفي إلى لا شيء لتظهر في مكان آخر، ونحن نعلم أن الكون في لحظة الانفجار كان أًصغر حتى من الجزيئات الذرية، فيمكن له ببساطة أن ينشأ من عدم، دون أن يخالف أي قانون من قوانين الطبيعة، فقوانين ميكانيكا الكم تخبرنا أنه يمكن أن ننتج الإلكترون من لاشيء حرفياً، من ناحية أخرى فإن شيء آخر مهم حدث لحظة الانفجار العظيم، فالزمن نفسه قد بدأ، لنفهم هذه الفكرة، علينا أن نلقي الضوء على ظاهرة طبيعية اسمها الثقب الأسود، وهو عبارة عن نجم ضخم تقزم إلى أن أصبحت كثافته عالية جداً حتى أن الضوء نفسه لا يمكن أن يهرب من جاذبيته، وفي ظروف مثل هذه تخبرنا النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين أن الزمن يتوقف، أي أن الفرق بين أي حدثين تكون صفر، وهذا بالضبط ما حدث لحظة الانفجار العظيم، فلا يمكن أن تأتي بوقت قبل الانفجار العظيم، لأن الوقت نفسه بدأ لحظة الانفجار،وأخيراً وجدنا شيئاً لا يحتاج إلى مسبب، لأنه لم يكن هناك زمن ليحدث فيه هذا السبب، وبالنسبة لي هذا ينفي تماماً احتمالية وجود صانع للكون، لأنه لم يكن هناك وقت للخالق لكي يخلق.
هنا أتينا أخيرا إلى بيت القصيد .. وهو مسك الختام الذي يستحق التعليق على نهاية مقال هوكينج !
فبغض النظر عن تناقضات هذه الفقرة من كلام هوكينج عن خضوع ما حدث في لحظة الانفجار العظيم للقوانين : رغم أنه يعلم أن كل ثوابت القوانين الفيزيائية لم تكن قد ظهرت ولا اعتبار للقياس بها ولا عليها قبل زمن بلانك !!!!..
وبغض النظر أيضا عن مهاترات الحديث عن الثقوب السوداء - وخصوصا وهوكينج كاتب المقال نفسه هو أشهر خاسر لرهان علمي في تاريخ العلم الحديث أمام العالم بريسكل !!!.. - حيث كان يعتقد هوكينج في 1975م أنها تبتلع كل شيء بلا عودة : وتحدى على ذلك العالم بريسكل منذ عام 1997م : وإلى أن أعلن رسميا في 2004م بنفسه عن خسرانه للرهان !!.. واعترافه بأن تلك الثقوب السوداء تنضح ببعض المواد من المناطق الغير منتظمة على سطحها !!.. وقال هوكينج كلماته الشهيرة :
((أن نظريته التي أعاد صياغتها : تستبعد اعتقاده السابق بأن الناس يمكنهم أن يستغلوا تلك الدوامات السوداء يوما ما في السفر إلي الأكوان الأخري !!..
آسف لأنني خيبت ظن هواة الخيال العلمي !!.. لكنك إذا ألقيت بنفسك إلي إحدي الدوامات السوداء : سترتد طاقة كتلة جسمك إلي كوننا مرة أخري ولكن بشكل مشوه)) !
أقول :
بعيدا عن مهاترات الحديث عن الثقوب السوداء التي تملأ عالم الفيزياء غموضا : فسوف أهتم هنا فقط بإظهار تدليس وخداع هوكينج بخلطه مفهوم العدم المحض بالفراف الكوانتي أو الكمي !!!.. والذي يمكن أن تظهر فيه جزيئات فجأة .. حيث سيكون الرد في نقطتين بسيطتين كالتالي :
أولا :
من المعلوم اليوم أنه لا يخلو مكان في الكون من الطاقة .. ومن المعلوم أيضا أن بعض الجزيئات تختفي عن الرصد - وخصوصا مع الطبيعة المزدوجة لها بين الموجة والجسيم - : ثم تظهر عندما تحمل أو تكتسب طاقة (من الفراغ الكوانتي أو الكمي والذي لا يساوي أبدا مفهوم العدم) : ثم تختفي عن الرصد بفقد تلك الطاقة مرة أخرى !... فماذا في هذا ؟؟.. وهل يقول عاقل أنها تذهب وتجيء من وإلى ((العدم المحض)) أو ((اللاشيء حرفيا)) كما يدعي هوكينج ؟؟؟..
ولفهم ذلك ....
ففي الصورة التالية (وحسب الرسم البياني لريتشارد فاينمان) : تمثل الرسمة اصطدام اثنين من الإلكترونات وتشتتهما ..

حيث تمثل الخطوط المستقيمة : مساري الإلكترونين قبل وبعد التصادم .. وأما الخط المتعرج بينهما :
فيمثل فوتونا مجازيا : يقوم بتوصيل التآثر الكهرومغناطيسي بينهما .. ومن خلال هذا التمثيل لعملية الاصطدام تحت تأثير شحنتي الإلكترونين : يمكن تصور وجود جسيم افتراضي (أو فوتون افتراضي) كحالة مؤقتة عمرها قصير جدا ً: تظهر خلال التآثر وتنقل التأثير ثم تختفي ..!
ثانيا :
ولذلك نقرأ في كلام العلماء المتخصصين - والذي يكشف تدليس هوكينج واستغلاله لجهل العوام بفيزياء الكم - : ما يؤكد هذا المعنى ..!
فنقرأ في الاقتباس التالي مثلا : الاعتراف بأن الكون لا يمكن أن يظهر فجأة من تذبذبة في العدم !!!.. لأنه لو عدم محض : فما هو الذي تذبذب ؟!!..
brings our universe into existence, is not absolutely nothing. It is only nothing like our present universe, but it is still something. How else could 'it' fluctuate?
المصدر : (William Carroll,Thomas Aquinas and Big Bang Cosmology)
وفي الاقتباس التالي أيضا نقرأ أن مفهوم (الفراغ) في ميكانيكا الكم : لا يعني العدم !!.. وإنما هو السبب الغير مكشوف للظهور المؤقت للجسيمات الافتراضية !!!..
In quantum mechanics, the vacuum is not a nothing. It is the indeterministic cause of the temporary existence of the virtual particles
المصدر : [a href="http://www.leaderu.com/offices/koons/docs/lec5.html">Robert C. Koons]
وفي نفس المعنى التوضيحي السابق : نقرأ في النقل التالي والأخير أن فراغ الكم : هو حالة ((الضرورة الفيزيائية)) لظهور الجسيمات الافتراضية .. ويدلنا وصف الضرورة الفيزيائية إلى السببية في هذا الظهور .. أي أنه يصح أن نقول أن ظهور هذه الجسيمات الافتراضية كان لسبب !!.. ومن احتمالات تعريف السببية : يمكننا القول بأنه للجسيمات الافتراضية سبب ((وهذا ينفي عدمية الملاحدة وظهور الكون في لحظة ما بغير سبب !)) .. وأنه لأي فراغ كوانتي احتمالية أكيدة لتولد الجسيمات الافتراضية به :
"A quantum vacuum is a physically necessary condition of a virtual particle coming into existence and, in this 'physically necessary' sense of causation, virtual particles may be said to have causes. A probabilistic definition of causality would also enable us to say that virtual particles have causes, for given a quantum vacuum there is a certain probability that virtual particles will be emitted by it."
المصدر : [Quentin Smith, "Theism, Atheism and Big Bang Cosmology," Essay VI., p. 179.]
انتهى ...
السبت، 29 يونيو 2013
كفن السيد المسيح المقدس ..!
ماغي خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رد : أبو حب الله
----------
في هذا الموضوع .. وفي ظل الحوار المتمدن المزعوم الذي يساند أي خرافة مكذوبة : في نفس الوقت الذي يصف به حقائق الإسلام الدامغة بالخرافات !!..
تطلع علينا الكاتبة النصرانية هذه المرة بمقالة :
تستميت فيه لإثبات أي شيء (مادي عقلاني) يثبت خرافات النصارى عن صلب المسيح عليه السلام ..!!
ولمَن لا يعرف :
فمنذ أن صبغ الرومان الدين النصراني بالوثنية في بداياته ومع اعتناق أباطرته له : وهم يحاولون بشتى الطرق والوسائل الملتوية إقناع الرعية والشعوب الكنسية بصحة دينهم المحرف الخرافي الوثني : بل وخداع الملوك والأباطرة أيضا لينضووا تحت لواء الكنيسة طمعا في الغفران والخلاص !!.. ومهما بلغت هذه الطرق والوسائل من الكذب والتلفيق كما هو معروف تاريخيا ... وإلى اليوم !
مثل وثيقة هبة قسطنطين .. فتاوى إيزدورا .. ودستور سيلفستر .. ومرسوم جراسيان .. وصكوك الغفران .. والرمح المقدس .. وعدد لا حصر له من الوثائق المزورة الأخرى لمحاولة سيطرة روما على أحد الملوك أو على مزيد من الأراضي والامتيازات !!.. ومنها أيضا بدعة "صناعة" وعبادة القديسين في المزارات والكنائس !!.. و"فبركة" آثارهم للتبرك بها وتنشيط السياحة ونهب جيوب الحجاج والزائرين !!.. ومثل الهولوجرامات الضوئية للعذراء !!.. أو الدموع والدم المنساب من عيون التماثيل إلخ إلخ إلخ ..
أقول :
هذا هو الباطل دوما .. ينتكس في أي حوار عقلاني منطقي .. فلا يجد أمامه إلا الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان !!.. ولا أخص النصرانية هنا بهذا فقط .. بل كل ديانة محرفة أو ديانة وثنية سنجد فيها مثل ذلك بل :
وفي الكثير من الفرق الضالة في الإسلام نفسه نجد مثل هذه الخرافات للسيطرة على عقول وقلوب الأتباع والمريدين والجهلة والعوام !!!..
مثل الكثير من الفرق الصوفية الضالة وخرافاتهم .. ومثل الشيعة الروافض وأساطيرهم إلخ إلخ إلخ ..
تكفي هذه المقدمة الآن ..
ولننظر بماذا استهلت الكاتبة موضوعها : ولنستشف مدى الضيق الذي يدفع الكنائس وكبار النصارى كل فترة من الزمن لضخ وإعادة نشر الأكاذيب من جديد لاستمالة العامة والمخدوعين ... تقول :
رسائل القراء الكثيرة إنهالت لبريدي الإلكتروني وطالبتني بتوضيح حقائق الصلب في المسيحية وشددت على تناول هذه الحقيقة لأنها من صميم العقيدة المسيحية الغير المشكوك بها والتي يؤمن بها ما يقارب ثلاث مليارات من العالم ، والتي يحاول المسلمون تشويهها وإنكارها عبثا كتنقيص لأهمية الصلب في الديانة المسيحية ومحاولة إلغائها تماما على الرغم من عدم معرفتهم المطلقة بحقيقة ذلك الأمر ، والسبب هو إستعانتهم بآيات قرآنية لا تقدم أي براهين صادقة عن هذا الموضوع .
بما أن موضوع الصلب هو من صميم العقيدة المسيحية والمثبت بوضوح من خلال آيات الكتاب المقدس وبشهادة الرسل والتلاميذ الذين رافقوا السيد المسيح لحظة صلبه مع تقديم الحقائق من خلال التجارب والدراسلت العلمية التي أثبتها العلماء سوف نصل لحقيقة الصلب مع إبطال مفعول تلك الآيات القرآنية التي تناقض الدراسات والتحليلات العلمية للعلماء والدراسين والباحيثن .
سأقدم لكم البراهين التي يصعب على القاريء المسلم فهمها أو تصديقها من خلال الشرح الواضح للكفن المقدس الموجود بتورينو بإيطاليا بإختصار شديد، كما يمكن الحصول على شرح وافى وكامل عن الكفن وذلك فى كتاب "الكفن المقدس بتورينو" ترجمة القس جورجيوس عطا الله.
أقول :
بالنسبة للكفن المزعوم للمسيح عليه السلام والذي ظهر لأول مرة عام 1357م فنحن نتساءل :
أين كان قبل ذلك كل هذه المدة لمن يعقل ؟!!.. إذ لو صح لكان احتفى به النصارى أيما احتفاء على مر القرون كلها :
فيكفي لكل عقل متفتح أن يعلم أن كفناً بهذا الشكل : يستحيل أن ينطبع فيه آثار الجسم بهذه الصورة !!!.. وإنما هي مرسومة ولا شك !!..
بل وأبسط الملاحظات - إن خلا العقل وتجرد في تفكيره - يمكن استخراجها من هذا الرسم ودحضه بها !!..
انظروا مثلا لأصابع يد المسيح السفلى : انظروا إلى طولها المبالغ فيه :

وهي إحدى الملحوظات التي ذكرتها بالفعل الدكتورة زينب عبد العزيز في موضوعها الذي ينسف خدعة هذا الكفن من جذورها :
حيث بعد أن تعرضت لتاريخه المذبذب بين التكذيب تارة وإبراز الكنائس له تارة أخرى لخداع الأتباع :
عرضت الحقائق التالية .. والتي سأقتبسها لكم في نقاط مع بعض التصرف اليسير :
1))
بينما يوضح كلا من ك. أ. ستيفنصن وج. ر. هابرماس في كتاب لهما عن "الحقيقة حول كفن تورينو" الصادر عام 1981م ، أن أرملة الفارس جوفروا استطاعت الحصول على الموافقة بعرضه أيام الأعياد.. مما أثار غضب أسقف طروادة فاشتكى إلى الملك شارل السادس الذي أمر بمصادرة الكفن.. ومع عدم توقف المحاولات لإعادة عرضه، قام الأسقف بكتابة مذكرة لبابا روما ليحيطه علما بأن كافة القائمين على إبراشيته يعلمون أن هذا الكفن مزيّف، موضحا أن الأسقف الأسبق، هنرى دى بواتييه، كان قد أكد له أن الكفن مزيّف، وأن أحد الفنانين قد قام بتزويره لجلب الجماهير والتكسب من هباتها، مضيفا: "بعد تحقيق دقيق وتحليل لمختلف الوقائع والأحداث تبيّن ان ذلك الكفن عبارة عن عملية تزوير، فقد تم رسمه بمهارة، أى أنه من صنع البشر وليس بمعجزة" .. وقد تكون هذه العبارة هى التى جعلت البابا يفرض عليه عقوبة الصمت، (صفحة 134) ..
2))
وفى عام 1449م قام الأب توما من دير السستريين والأب هنرى بيكل بالإعلان رسميا قائلين : " أن الخطوط الخارجية لأطراف يسوع مرسومة بمهارة فنية عالية" .. أي انه معروف منذ البداية أنه مرسوم ومزوَّر.!!
3))
وفى عام 1950م أقيم أول مؤتمر دولى لدراسة الكفن المقدس علميا لتخرج النتائج مشيرة إلى أن الدراسة التشريحية لتلك الصورة المطبوعة تكشف عن أخطاء واضحة في التشريح، إذ أن الأصابع شديدة الطول بصورة مبالغ فيها، والذراع الأيمن أطول بكثير من الذراع الأيسر بحيث انه يصل إلى ركبة يسوع - أي إذا تم فرد الذراع - !
وعلى الفور : وكرد فعل من الكنيسة للتغطية على هذه الفضيحة :
تم إنشاء معهد ستورب STURP وهو اختصار لعبارة "مشروع دراسة كفن تورينو"، وهى أول دراسة علمية شاملة - من المفترض - ويعترف الفاتيكان بها لأن نتائجها تمادت لدرجة زعم وجود آثار للدماء ولمختلف وسائل التعذيب التى تعرض لها واستبعدت إمكانية رسمه بالألوان !!..
4))
وفى شهر اكتوبر عام 1978م تم عرض "الكفن المقدس" على الجمهور لمدة خمسة أسابيع دون الإشارة إلى أصالة الكفن أو تزييفه ..وفى هذه الأثناء قام فريق من ثلاثين عالم ومعهم ستة أطنان من المعدات لتحليل نسيج الكفن، وزايدت وكالات الأنباء وخاصة الأمريكية فى محاولة إثبات أصالته والنيل من المعارضين الكاشفين لتزييفه.. وارتفع سعير المعارك الضارية بين أنصارالفريقين ..
5))
أما الضربة القاضية على الأكاذيب المنتشرة حول ذلك التزوير فأتت عام 1988م حين تم اخذ بعض العينات وتوزيعها على ثلاثة معامل احدها فى سويسرا والثانى فى إنجلترا والثالث فى أمريكا بمعامل الناسا، وتوافقت النتائج بينها لتعلن ثلاثتها رسميا : "أن تحليل الكربون 14 أثبت أن نسيج ذلك الكفن المقدس تم صنعه فيما بين عامى 1260م و 1390م"، وهى الفترة التى ظهر فيها الكفن فى السوق !. وفى حديثه مع مجلة "ريفورم" فى 7/7/2005م قال جاك إيفين J. Evin مدير ومؤسس معمل التأريخ بالكربون 14 لإسكات اعتراضات الكنسيين :
" إن التقنيات التى تم استخدامها والسياق وكافة الإجراءات تؤكد دون أى شك ممكن أن الكفن المقدس من صناعة القرون الوسطى، ولا أقر الإلتواءات التى يلجأ اليها البعض، وأنا كمسيحي أعتبره نوع من النصب الدينى " !.
وبالطبع كانت نتائج تحليل كربون 14 حاسمة وواضحة : لدرجة أن لم يعترض عليها أى عالم متخصص بمجال تحليل كربون 14، ولا أى مؤسسة علمية ولا أى جامعة أو معمل علمى، وإنما بعض الأفراد المنتمون الى اليمين الكنسى المتطرف !!..
6))
وإلى هذه النتائج الحاسمة أضيفت أبحاث عدد آخر من الأخصائيين فى المنسوجات الأثرية وتبيّن أن نسيج الكفن قد تم صنعه على آلة نسج بأربعة أمشاط وهى آلة لم تظهر إلا بعد أن اخترعها الصينيون فى القرن السادس الميلادي !!!!.. وبعده بدأت تنتشر في العالم.. ثم تأتى أبحاث العالم الكيمائى والتر ماكّرون الذى أثبت وجود آثار لألوان بمادة وأكسيد الحديد على الوان الكفن، وهو ما يثبت انه من صنع فنان حِرَفى ماهر، إذ تعتمد التقنية على وضع نسيج مبلل على سطحٍ ما ويتم دعكه بالأوان مع إضافة قليل من الجلاتين (الجيرتين)، وهى تقنيّة معروفة منذ القرن الثانى عشر ويمكن لأى مزوّر محترف أن يستخدمها..
7))
ومع استمرار تزايد الأصوات التابعة للمؤسسة الكنسية، قام المتحف القومى لتاريخ العلوم فى باريس، بترتيب استعراض علني أمام الجمهور يوم 21 يونيو 2005م : ووقف المؤرخ بول-إيريك بلانرو بعمل نسخة مماثلة للكفن المقدس بأن أحضر لوحة من الحجر عليها نحت بالبارز وقطعة نسيج مبللة وراح يضغط عليها بمادة أوكسيد الحديد والجلاتين بحيث تأخذ شكل الوجه المنحوت، وأثبت عمليا كيف تم صنع ذلك "الكفن المقدس" قائلا : " ويقال أن هذا الكفن دليل مادي-كيماوي على بعث يسوع !.. لقد أردنا إثبات كيف يمكن للأهواء ان تطغى على العلم " !!..
8))
وأما المضحك المبكي - ولفضح هذه الأكذوبة من نصوص الأناجيل نفسها - :
فإننا نلاحظ أن كلمة "كتان" لا تظهر فى نصوص الطبعة الفرنسية الرسمية الصادرة عن الفاتيكان عام 1989م ولا حتى فى الترجمة المسكونية المعروفة باسم TOB بينما نطالعها فى الترجمات العربية الحديثة ما عدا إنجيل يوحنا. أما طبعة 1671م العربية فترد كلمة كتان فى إنجيل لوقا ويوحنا فقط. والملاحظة الأهم من حيث الإختلاف، هى أن الأناجيل الثلاثة المتواترة تتحدث عن أن يوسف من الرامة قد لفّه أو كفّنه بالكتان، بينما يستخدم يوحنا فى الترجمات الحديثة "بأكفان"، وكان أصلها فى طبعة 1671م "لفائف كتان" ! واللفائف عبارة عن أشرطة تقمّط بها الجثة مثلما فى الحضارات القديمة، وقد أعادت الترجمة المسكونية عبارة "لفائف" كما كانت.. أي أن يسوع، وفقا لإنجيل بوحنا، قد تم لفه بلفائف أو أشرطة وليس بكفن من قطعة واحدة.. مما يكشف أن المسألة كلها عبارة عن تلاعب بالنصوص وعملية إنتقائية مغرضة، وأن المؤسسة الكنسية تأخذ من النصوص ما يساعدها على فرض احتياجاتها من أجل ترسيخ ما تريده من عقائد ومعتقدات أو فريات..
----------------------
إلى هنا :
وانتهى اقتباسي من موضوع الدكتورة زينب عبد العزيز .............
ولكن لم أنتهي أنا بعد !!!!..
فهناك فيلم وثائقي ألماني تحت عنوان : (( كفن المسيح .. وستة قرون من النصب )) !
يعرض أدلة متاجرة الكنائس بهذه الكذبة لتثبيت إيمان الأتباع لقرون - أو إن شئت قل لخداعهم لقرون ! - .. ويؤكد أن كل آباء الفاتيكان كانوا يعرفون بتلك الكذبة !!.. وأن الأرجح أن رساما محترفا ممن استقطبتهم الكنيسة في تلك العصور هو مَن قام برسم الكفن :
وليس هناك من أسماء مرشحة في ذلك بأكثر من ليناردو دافنشي نفسه !!!..
الرجل الذي أغدقته الكنيسة بالعطايا ليرسم لها ما تريد من أسقف ولوحات إلخ !!!..
وهذا هو مقطع فيديو مترجم للعربية للفيلم الألماني :
وهذا مقطع أقصر : وهو وثائقي أيضا من قناة الجزيرة عن تطابق وجه مسيح الكفن مع الوجه الراجح لدافنشي !!
إلى هنا وننتهي من نسف خرافة الكاتبة التي لا تمثل إلا امتداد لمئات خرافات النصارى التي يستميتون بها لإحياء عقيدتهم الوثنية الشركية التي تموت مع عصر انفتاح العقل على المعلومات وانتشار الإسلام !!!..
ولكن :
أزيد الكاتبة من عندي هذه المعلومات الجديدة عليها - هدية - :
وفقط : للرد على طعوناتها في الإسلام والقرآن وادعاءها أنهما افتريا على دينها المحرف ما ليس فيه !!!..
أقول :
1))
فأما بالنسبة للصلب المزعوم : فقد ظهر إنجيل يهوذا من جديد لينفيه : ويطابق بذلك كلام القرآن مائة بالمائة !!!!!..
< هناك أناجيل أخرى ظهرت ولا زالت مع الكشوفات مثل إنجيل توما ومريم المجدلية والناصريين وبرنابا إلخ >
حيث أكد هذا الإنجيل على أن يهوذا قد لبس هيئة المسيح بالفعل أو شبه به ليكون فداءا عنه !!..
وهو نفس ما قاله القرآن بالضبط في سورة النساء :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " !!..
" بل رفعه الله إليه " !!!..
حيث جاء في الرابط التالي لصحيفة الواشنطن تايمز :
وفى عدد 7 إبريل 2006م مقالا بعنوان :
Judas stars as 'anti-hero' in gospel By Julia Duin
حيث جاء فى هذا المقال أن الجمعية الجغرافية الدولية National Geographic أزاحت النقاب عن إحدى المخطوطات الأثرية أو الأناجيل التى عثر عليهـا في مدينة المنيا في مصر ويعود تاريخهـا إلى بداية القرن الثالث الميلادى باسم : إنجيل يهوذا :
"The Gospel of Judas,"
وقد اعتبر يهوذا من تلاميذ السيد المسيح، ويذكره التاريخ القبطي أنه هو الرجل الذي خان المسيح ويقول المسلمون إن الله شبهه بالمسيح ليصلب بدلا منه وقد تم ترميم هذا الإنجيل بعد العثور عليه منذ أكثر من عشر سنوات وتمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الانجليزية فى نهاية عام 2005م .. ثم أفرج عن هذه الترجمة ليصبح هذا الإنجيل يباع فى الأسواق، وقد سجل الإنجيل قبل نهايته أي قبل انتهـاء بعثة المسيح مباشرة هذا النص كما تذكره الصحيفة المشار إليهـا فى مقالهـا المذكور :
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will "exceed" the rest of the disciples "for you will sacrifice the man that clothes me."
ومعناه :
أن المسيح يخاطب يهوذا فى نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أى يهوذا) سوف يختلف عن باقى الحواريين "exceed" the rest of the disciples وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لى ( يلبسنى = clothes me)
ونقف هنا ونتأمل كلمة يلبسني الذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت فى آيات القرآن "شبه لهم" !!!!..
وهذا فيلم وثائقي رائع بعنوان " إنجيل يهوذا " مترجم إلى العربية أيضا : ويتحدث فيه العلماء الغير مسلمين الذين قاموا بأبحاثهم ودراستهم على مخطوطة هذا الإنجيل :
وهذه روابط بقية الأجزاء بالترتيب :
والغريب أن هناك نصوص في كتابهم المقدس تناقض الصلب كذلك !!!..
" لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمال الرب. تأديبا أدبني الرب، وإلى الموت لم يسلمني " المزامير 118
" لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك ،وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك " لوقا 4
" الرب يحفظه ويحييه، يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائه " المزامير 41.
" أما يهوذا الخائن فإنه "سقط في الهوة التي صنع. يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه. أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي " المزامير7
---------------------
2))
ولا أعرف .. هل مثل هذه الحقائق الصادمة تكفي الكاتبة وحمارها المتمدن الذي يناصر كل خرافة ضد الإسلام أم لا ؟؟؟...
فإن كان لا :
فإليها هذه الحقيقة الدامغة أكثر وأكثر بخصوص بشارة الأناجيل المكتشفة حديثا أيضا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم !!!..
ففي الوقت الذي استمات فيه مترجمو الأناجيل للتغطية على البشارة بمحمد وأحمد بالاسم : والفارقليط التي = كثير الحمد (أحمد) بوضع تراجم أخرى لها .. وكذلك التشويش على البشارة بمجيء (رسول آخر) من بعد المسيح بجعلها مُعزي آخر أو مدافع إلخ إلخ ....
نجد أن إنجيلا مثل إنجيل الناصريين يفضحهم ببقاء الكلمة الأصلية فيه !!!
حيث نقرأ فى الإصحاح رقم 61 العدد 3 من الرابط التالي :
التنبؤ حرفيا ولفظيا بأن الله تعالى سيرسل رسوله :
But God will send them his messenger and they will proclaim his laws, which men
ليس هذا فقط !!!..
بل في الوقت الذي طالما طعن فيه النصارى على نسخة إنجيل برنابا التي تم العثور عليها من قبل : والتي بها اسم النبي محمد 14 مرة صريحا - ولم يتم ترجمة هذا الإنجيل للعربية لأول مرة إلا عام 1906م على يد النصراني خليل سعادة ولم يكن يعرفه المسلمون أصلا من قبل - : فادعوا أن الذي كتبه عربي أو مسلم : وكتبه بعد الإسلام في إسبانيا إلخ إلخ إلخ :
صدمهم الاكتشاف التالي بظهور النسخة الأصلية من الإنجيل !!!.. والتي تعود لأكثر من 1500 عام من الآن كما أثبتت الدراسات العلمية عليها !!!.. - أي قبل ميلاد النبي محمد وبعثته - !!..
وإليكم الخبر من صحيفة الديلي ميل :

وقد طالب بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر معاينة الكتاب الذي بقي في الخفاء أكثر من 12 عاماً، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية !!!..
وقال وزير الثقافة والسياحة التركي أرطغول غوناي : "إن قيمة الكتاب تقدر بـ22 مليون دولار، حيث يحوي نبوءة المسيح بظهور النبي محمد، ولكن الكنيسة المسيحية عمدت إلى إخفائه طيلة السنوات الماضية لتشابهه الشديد مع ما جاء في القرآن الكريم بخصوص ذلك".
ويتوافق مضمون هذه النسخة من الإنجيل مع العقيدة الإسلامية، حيث يصف المسيح بأنه بشر وليس إلهاً يُعبد، فالإسلام يرفض الثالوث المقدس وصلب المسيح، وأن عيسى تنبأ ظهور النبي محمد من بعده.
وجاء في نسخة الإنجيل أن المسيح أخبر كاهناً سأله عمن يخلفه، فقال: "محمد هو اسمه المبارك، من سلالة إسماعيل أبي العرب". وذكر غوناي أن الفاتيكان طلبت رسمياً معاينة الكتاب الذي أصبح بحوزة السلطات التركية، بعد اختفائه عام 2000م بمنطقة البحر المتوسط في تركيا، واتهمت حينها عصابة من مهربي الآثار بسرقته خلال الحفريات غير الشرعية وتتم محاكمتهم حالياً.
وقال القس إحسان أوزبك لصحيفة "زمان" التركية: "إن نسخة الإنجيل تعود إلى أحد أتباع القديس برنابا لأنها كتبت في القرن الخامس أو السادس، بينما عاش القس برنابا في القرن الأول للميلاد لكونه أحد رسل المسيح".
يُشار إلى أن مخطوطة من الكتاب المقدس باللغة السيريانية كتبها المسيح وتقدر قيمتها بنحو 2.4 مليون دولار، ستعرض في متحف الأنثوغرافيا في أنقرة ..
وتحوي المخطوطة مقتطفات من الكتاب المقدس مكتوبة بأحرف ذهبية على الجلد ومرتبطة بوتر.

3))
وفي النهاية .. وبالنسبة لوثنية الدين النصراني التي سبغتها عليه الدولة الرومانية مثل نسبة الأبناء إلى الله تعالى أو خلع صفات الألوهية على البشر - وهو ما نص عليه الإسلام وأنكرته الكاتبة بكل سطحية وتهرب أو جهل منها بحقيقة دينها المحرف وتاريخه - :
فلنشاهد معا هذا الفيديو الرائع للقسيس الأمريكي الذي أسلم وصار من أشهر الدعاة في العالم اليوم : يوسف إستيس : وهو يفضح هذا التحريف ويذكر أدلة بقائه إلى اليوم ويذكر روابطه من الإنترنت :
فالفاتيكان لمَن لا يعرف :
هو أول مؤسّسة جعلت من المسيح إلها بصورة رسمية وفرضت عبادته بأناجيلها المحرفة !!!..
< وقد تم حرب وحرق باقي الأناجيل التي بلغت 117 إنجيلا زمن مجمع نيقية 324م !! >
ولكن الذي لا يعرفه أكثر النصارى للأسف هو :
أن الفاتيكان أصلا مؤسّسة وثنية رومانيّة تم بناؤها قبل إنتشار النصرانية فى أوروبا بحدّ السيف : وذلك على يد السفاح "قسطنطين" !!..
وأن الحركة الكاثوليكية نفسها : كانت موجودة بروما قبل 300 عام من ميلاد "عيسى" عليه السلام !
وكانت الكاثوليكية وقتها ديانة وثنية لعبادة آلهة الشمس (كمعظم الأمم الوثنية القديمة التي عبدت الشمس) !..
حيث لمّا دخلت النصرانية أوربّا ولم يعد في الإمكان القضاء عليها : ألبسها "قسطنطين" ثوب الكاثوليكية ليضمن بذلك عدم موت وثنيتهم : بعد إلباسها للنصرانية وزرعها في رحمها وإلى اليوم للأسف !
فصار لدينا :
مجتمعا يدعو إلى عبادة الله فى الظاهر : بينما يأمر بإحدى عبادات إبليس وهي عبادة الشمس فى الخفاء !!.. (يوم الأحد Sunday معناه : يوم الشمس ! وكذا يوم ميلاد المسيح المزعوم جعلوه يوم 25 ديسمبر وهو عيد الاحتفال بالشمس في كل الأمم الوثنية القديمة لأنه اليوم الذي يبدأ فيه طول النهار بالزيادة عن طلول الليل) !!..
وإليكم هذه الصور الصغيرة التي تم دمج الشمس ونورها في رموز النصرانية فيها لقرون :

إذن .. القرآن والإسلام اللذان تسخر منهما الكاتبة النصرانية وتدعي أنهما افترا الكذب على النصرانية :
يثبت في كل يوم مدى صدقهما التام في كل ما قالا !!!!..
يقول عز وجل معاتبا اليهود والنصارى :
" وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون " ؟!!..
ومن أدلة ذلك كمثال :
انتشار الصور والتماثيل في الكنائس ؟؟؟
وأسأل : ألم يقرأ أحد النصارى في العهد القديم في حديث الله تعالى مع (موسى) عليه السلام في سفر الخروج 20- 2 : 4 الكلام التالي :
" أنا الرب إلهك : الذي أخرجك من أرض مصر .. من بيت العبودية ...
لا يكن لك آلهة أخرى أمامي .. لا تصنع لك تمثالا ًولا صورة ما :
مما في السماء من فوق !!!.. وما في الأرض من تحت !!!.. وما في الماء من تحت الأرض " !!!!...
وحتى شجر الكريسماس الذي يزينه النصارى في كل عام :
فهو من العادات الوثنية لدى الأمم القديمة !!!..
تلك الأمم التي دارت معتقداتها حول عدة آلهة :
مثل الأرض والرخاء والربيع والشمس والنور والظلام ... إلخ ..
فهم أول من ابتدع تزيين الأشجار في موعد محدد من العام !!!..
واقرأو ذلك إن شئتم في موسوعات العالم القديم ..
وذلك مثل قاموس : (ووردسوورث للمعتقدات والأديان) :
"Wordsowoth Dictionary of Beliefs & Religions"
والذي يثبت أن مثل تلك العادات : كانت عند الدول الرومانية والاسكندنافية القديمة : والتي كانت تعبد وتقدس الشمس في يوم (25 ديسمبر) من كل عام !!!!...
وهكذا خالفتم (وكالعادة) شرع ربكم القائل في سفر (أرميا 10 – 2 : 5) :
" هكذا قال الرب : لا تتعلموا طريق الأمم !!..
ومن آيات السماوات : لا ترتعبوا لأن الأمم ترتعب منها !!..
لأن فرائض (أي طقوس) الأمم : باطلة !!!...
لأنها شجرة (أي الشجرة التي تعظمها الأمم الوثنية) :
يقطعونها من الوعر !!.. صنعة يديّ نجار بالقدوم !!..
بالفضة والذهب : يزينونها !!..
وبالمسامير والمطارق : يشددونها : فلا تتحرك !!..
هي كاللعين في مقثأة : فلا تتكلم !!..
تحمل حملا ً: لأنها لا تمشي !!..
لا تخافوها لأنها : لا تضر !!..
ولا فيها (أي بمقدورها) أن تصنع خيرا " !!!!...
وأترك التعليق لكم ولقساوستكم وأباء كنائسكم !!!!..
ومقارنة كل ذلك بما عليه تعاليم الدين الإسلامي وشرعه من تحريم كل ذلك !!!..
وأما آخر ما أختم به :
فهو قائمة بتاريخ ميلاد أبناء الآلهة الوثنية القديمة من البشر مثلما ادعوا للمسيح عليه السلام !
إذ هناك ما يقارب الـ 16 مصلوبا لتخليص العالم : وقبل المسيح عليه السلام !!!..
ويمكن مطالعة تفاصيل ذلك من الكتاب الانجليزي :
((16 مصلوبا ًلتخليص العالم - المسيحية قبل المسيح !!)) لكاتبه : كيرسي جرافيز :
The World's Sixteen Crucified Saviors -
Christianity Before Christ
حيث تخبرنا الموسوعات المتخصصة بالبحث فيها عن (عيد الميلاد) بأنه :
" اعتبر 25 ديسيمبر ميلادا ًليسوع لأول مرة : في القرن 4 الميلادي زمن حكم الامبراطور قسطنطين !!.. فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد ليسوع : لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون بنفس اليوم : كولادة لإله الشمس " سول إنفكتوس" !!.. والذي كان يُسمى بعيد " الساتورناليا !!!!.....
لقد كان يوم ديسيمبر : عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس !!.. فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر : يبدأ طول النهار في الازدياد يوماً بعد يوم خلال السنة "
--------
وإليكم تلك القائمة بالأمم الوثنية القديمة التي احتفلت بـ 25 ديسمبر :
1...
في الشرق الأقصى احتفل الصينيون بـ 25 ديسمبر كعيد ميلاد ربهم جانغ تي.
2...
ابتهج قدماء الفرس في نفس اليوم ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا.
3...
ولادة الإله الهندوسي كريشنا هي الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت
في منتصف ليلة الخامس والعشرين من شهر سرافانا الموافق 25 ديسيمبر.
4...
جلب البوذيون هذا اليوم من الهندوس تقديساً لبوذا.
5...
كريس الإله الكلداني أيضاً وُلد في نفس اليوم.
6...
في آسيا الصغرى بفريجيا (تركيا حالياً) وقبله بخمسة قرون عاش المخلص
"ابن الله" أتيس الذي ولدته نانا في يوم 25 ديسيمبر.
7...
الأنجلوساكسون وهم جدود الشعب الإنجليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء
المسيحية بـ25 ديسيمبر على أنه ميلاد إلههم جاو وابول.
في هذا اليوم أيضاً الإله الاسكندنافي ثور.
8...
الشخص الثاني من الثالوث الإلهي الاسكندنافي ولد في نفس اليوم كذلك.
9...
السنة عند الليتوانيين كانت تبدأ عند انقلاب الشمس في الشتاء أي 25
ديسيمبر وهو عيد كاليدوس.
10...
هذا الوقت نفسه كان يوماً بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى
عيد كوليادا، وقبلها بثلاثة أيام يكون عيد كوروتشن وهو اليوم الذي يقوم الكاهن بعمل
طقوس خاصة ليوم كوليادا.
11...
بسوريا والقدس وبيت لحم (قبل ولادة المسيح) كان هناك عيد ميلاد المخلص
أتيس في 25 ديسيمبر.
12...
في يوم 25 ديسيمبر كانت النساء باليونان القديم تغمرهم الفرحة وهم يغنون
بصوت عال: "يولد لنا ابن هذا اليوم!" وكان ذلك يقصد به ديونيسس الابن المولود للإله الأكبر.
13...
جُلب هذا اليوم كعيد للإله باخوس وذلك من بعض عُبّاده الروم ومنه إلى إله
الشمس سول إنفيكتوس.
--------
والحمد لله على نعمة الإسلام ...!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)